الأقدار والمواقف الكاشفة
شاءت الأقدار – وسط جدل كبير خاص بسياق العمل في الهيئة الوطنية للإعلام – أن تصاب الزميلة عبير الأباصيري بوعكة صحية خطيرة تدخل على أثرها المستشفى في ظل ظروف عائلية صعبة تتمثل في عدم الاستدلال على أهلها، فإذا بالجميع أهلها ينقلونها إلى المستشفى الأفضل، ويتابعون الحالة، كاتبين متابعة لباقي الزملاء، إلى أن حان الأجل، وانتقلت إلى رحمة الله تعالى، فكانت المواقف الأكثر إنسانية، من يقوم بعمل الاجراءات؟ من يغسّل؟ من يكفن؟ من يدفن؟ وفي أي مدفن؟ من يشيع الجنازة؟ من يتقبل العزاء؟كأن القدر ساق لنا هذه الحالة – بالطبع هو عمرها وقدرها – لكنها حالة كاشفة، ليكتشف الجميع أننا أهل، جمعنا مكان العمل لنكون سندًا وعونًا وسترًا لبعضنا البعض.
الموقف كان مليئا باللقطات التي يمكن أن تؤخذ، لكن لم يحدث، لأن الجادين فقط هم من تصدروا، واختفى المدعون المهللون، مثيرو الشكوك والريب، اختفى من يبثون الطاقات السلبية والإحباط وسط أناس هم أكثر حاجة إلى بث روح الأمل والإيجابية حتى لا يكونوا هم الآخرون ضحايا بالله عليكم انتبهوا، وتذكروا نحن أهل، نحن أحوج لهذه الروح، كونوا دائما عند حسن ظنكم ببعضكم، الفظوا الفتن ومن يصنعها بإهمالها وعدم ترديدها، ادرسوا الكلمات والعبارات قبل أن تكتبوها، فالأيام حاسمة والجادون مواقف، والكل يُسجل عند رقيب عتيد، والموقف العظيم يجمعنا جميعا للحساب النهائي الذي لا ظلم فيه ولا وساطات ولا مجاملات اتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله.