انسحاب الوفود أثناء كلمة نتنياهو لا يمكن اعتباره مجرد حركة بروتوكولية، بل هو فعل سياسي محسوب يوجه ضربة رمزية لخطابه وللرواية الإسرائيلية التي يحاول تسويقها.
ففي السياسة الدولية، الانسحاب من القاعة يعادل رفع بطاقة اعتراض حمراء أمام العالم، لأنه يعرّي الخطاب من هالة الإجماع أو الاحترام، ويترك المتحدث في مواجهة فراغ يكشف حقيقة العزلة.
من الممكن اعتبار هذا الانسحاب كاشفا لتناقض بين ما تطرحه إسرائيل من شعارات “السلام” و”الأمن” وبين ما تترجمه على الأرض من حصار وتهجير وعدوان.
فاختيار التوقيت – أثناء الكلمة لا بعدها – يهدف إلى إبطال تأثيرها المباشر، وإرسال إشارة أن العالم لم يعد أسيراً للرواية الإسرائيلية وحدها.
الأهم أن الانسحاب يُقرأ كجزء من تحولات أوسع في المزاج الدولي: فإسرائيل، التي لطالما تمتعت بدعم غير مشروط في المحافل الكبرى، تواجه اليوم لغة احتجاج رمزية لكنها مؤثرة، تُظهر أن الخطاب الذي يقوم على التبرير المستمر للعنف لم يعد مقبولاً بلا تحدٍ أو تفنيد والأكيد أن التاريخ هيذكر أن موقف مصر ورئيسها الثابت كان سببا فى تغير المواقف الدوليه تجاه دولة الاحتلال.