العقل ميزه عند الانسان لذلك اهتم مجال العلوم الانسانية بقيمة العقل البشري و الاهتمام بنظرية العقل .
كيف تؤثر أفكارنا على مشاعرنا؟
العلاج العقلاني الانفعالي السلوكي هو أسلوب نفسي يركز على فهم العلاقة بين الأفكار والمشاعر والسلوكيات. الفكرة الأساسية في هذا الأسلوب هي أن مشاعرنا لا تتأثر مباشرة بالأحداث التي نمر بها، بل بالطريقة التي نفكر بها تجاه هذه الأحداث.
لإيضاح الفكرة، دعونا نستعرض مثالًا لرجل كان يعمل بجد لجمع المال من أجل أن يتقدم لخطبة فتاة. عندما تمكن أخيرًا من التقدم، رفضه والد الفتاة وأخبرها بأن تطلب فسخ الخطبة. هنا، هذا الرجل يمكن أن يختبر عدة ردود أفعال بناءً على طريقة تفكيره تجاه الموقف
التفكير غير العقلاني الأول:
الفكرة: لقد خدعتني واستغلتني طوال الوقت، كانت تعرف أنني سأصرف كل جهدي ومالي من أجلها، وفي النهاية سخرت مني ورفضتني!
هذا النوع من التفكير يقود الشخص إلى دائرة من الغضب والعدوانية التي قد تزيد من مشاكله وتعقد حياته بشكل أكبر، بدلًا من أن تساعده على تجاوز الموقف بسلام.
التفكير غير العقلاني الثاني:
الفكرة: رفضتني لأنها ترى أنني لست جيدًا بما يكفي، ربما شكلي ليس جذابًا أو شخصيتي غير مميزة. ربما أنا شخص غير مرغوب فيه ولا أستحق الاهتمام.
هذا النمط من التفكير يضع الشخص في دوامة من جلد الذات واليأس، مما يصعّب عليه رؤية نفسه وقيمته بشكل موضوعي، ويمنعه من التعافي أو المضي قدمًا.
التفكير العقلاني الثالث:
الفكرة: رفضها لي لا يعني أنني شخص سيئ أو غير مرغوب فيه. ربما لديها ظروف خاصة أو معايير مختلفة لشريك حياتها، وهذا من حقها تمامًا. العلاقات تعتمد على التوافق، وليس بالضرورة أن يكون الرفض انعكاسًا لعيب في شخصيتي.
هذا التفكير العقلاني يمنح الشخص مرونة نفسية تساعده على تجاوز الموقف دون التعلق السلبي به. فهو يرى الأمور بمنظور متزن، ويستوعب أن الرفض ليس بالضرورة حكمًا على شخصيته، بل قد يكون مجرد اختلاف في التفضيلات أو الظروف.
يُظهر هذا المثال أهمية التفكير العقلاني والمنطقي في تعزيز الاستقرار النفسي واتخاذ قرارات سليمة. الأفكار العقلانية تمنحنا القدرة على مواجهة التحديات بهدوء وحكمة، بينما تؤدي الأفكار غير العقلانية إلى اضطرابات نفسية وسلوكيات غير صحية تعيقنا عن تحقيق التوازن.