بعد موافقة مجلس النواب على قانون الإيجار القديم..سألت نفسي..ماذا يفعل الدكتور محمد غنيم ؟
الدكتور غنيم رائد زراعة الكلى، ومؤسس مركز علاج وزراعة الكلى في مستشفيات جامعة المنصورة،وهو أحد أهم المراكز في العالم، يأتيه المرضى من كل حدب وصوب، من مصر والعالم، حتى صار مركز الكلى أو مركز ( غنيم ) قبلة مرضى الكلى من الفقراء.
صديقي الإعلامي أحمد إبراهيم وهو الأقرب للدكتور محمد غنيم مني..طالب منذ فترة بعمل تمثال للدكتور غنيم في مدخل مدينة المنصورة، وحكى صديقي بعضاً من تاريخ الرجل الذي لم يسع يوماً لمال، ولو سعى لكان من أثرياء العالم.
الدكتور غنيم تجاوز ال ٨٧ عاماً، يعيش في شقة إيجار مطلة على نيل المنصورة منذ أكثر من ٦٠ عاماً، زوجته الإنجليزية إختارت أن تعيش معه في المنصورة، ولم تكن السيدة من هواة جمع المال،ولا السكن في القصور، لكن سعادتها كانت ( ولا تزال ) في بساطة العيش.
سيارة الدكتور غنيم..موديل قديم، يرفض تغييرها، ولا يمتلك عيادة، حتى أنه وضع شروطاً لكل من يتولى إدارة مركز الكلى بعده، أهمها..أن يتفرغ للمركز ولا تكون له عيادة خاصة.
الدكتور غنيم..يذهب إلى مكتبه في مركز الكلى يومياً، حتى صلاة الجمعة يؤديها في مسجد المركز مع أصدقائه، وعادة ما يعقبها جلسة تتناول أحدث ما وصل إليه العلم.
الدكتور غنيم..كان يجري عمليات زراعة كلى خارج مصر، وعائدها المادي كان يضعه في المركز لعمل توسعات وشراء أجهزة حديثة، ولو لم يؤمن الرجل برسالته تجاه وطنه لقبل عروضاً مغرية إنهالت عليه من الخارج.
الدكتور غنيم مازال يعمل في مركز الكلى..حيث يشرف على فريق بحثي يعمل على مدار الساعة للوصول إلى علاج للسرطان بالخلايا الجذعية، وهو ما يعني إنقلاباً في مجال الطب.
وما زال الرجل يهتم بكل تفاصيل مركز الكلى، بداية من الأجهزة..وإنتهاء بتنسيق الزهور المحيطة بالمبنى.
مشكورة وزيرة التنمية المحلية..أكدت أنها وفرت شقق بديلة في كل محافظات مصر للمتضررين من قانون الإيجار القديم، واليوم..على الدكتور غنيم الذي أفنى حياته في علاج الفقراء، وساهم في تحويل مدينة المنصورة إلى عاصمة للطب في مصر..وعلى يديه تتلمذ المئات من الأطباء..على هذا الرجل وزوجته الإنجليزية أن يستعدا للسكن في المكان الذي تختاره لهما وزيرة التنمية المحلية في المنصورة ( وهذا مستبعد ) أو في أي من محافظات مصر.
إلى صديقي الإعلامي أحمد إبراهيم..الدكتور غنيم يحتاج لشقة..لا لتمثال.
كل عام وانتم بخير 2025