ولماذا لا يحتفل المسلمون أيضا بعيد الميلاد المجيد ؟! ..
فكرة غريبة ؟! .. ولا غريبة ولا حاجة .. تعالى بس نناقش المسألة ببساطة وهدوء وها تكتشف قد أيه كنا سذج بشكل مضحك وهذلي .. في البداية قالوا إنه لا يجوز مطلقا تهنئة الأقباط في أي مناسبة من مناسباتهم الدينية لأن فيه إقرار منا على ما هم عليه من فساد عقيدة وغير جائز شرعا .. ماشي .. بعد أن دخلوا إلى عالم السياسة تطور الأمر قليلا – لزوم الشيء – وقالوا إنه لا يجوز فقط في المناسبات التي تتعارض مع قضية التوحيد ( صلب عقيدتنا الإسلامية ) مثل عيد القيامة .. لكن بعد أن توغلوا في العمل السياسي أكثر فوجئنا بوجود أقباط على قوائم حزب النور السلفي ولا تسألني كيف ! .. بل إن حزب الخلافة نفسه نائبه كان مسيحيا ! .. شايف السماحة وقبول الآخر ! .. على كل ..
الذي أعلمه أننا نحتفل بالمولد النبوي الشريف كل عام وهي مناسبة لها صدى كبير لدى جل المصريين .. بل إننا نحتفل بمولد الإمام الحسين والسيدة زينب والسيد البدوي والسيد إبراهيم الدسوقي وكثير من أولياء الله الصالحين ونعتبر ذلك جزءا من التراث الثقافي الشعبي المصري .. لنا خصوصية في ذلك .. ربما شاركنا فيه بعض البلاد العربية والإسلامية القليلة ..
سؤال : أليس السيد المسيح – عليه السلام – رسول عظيم ؟! .. الإجابة : بلى فهو أحد أولى العزم الخمسة من الرسل الأفضل صلوات الله عليهم جميعا .. إذن هو أعلى مقاما من أولياء الله والصالحين الذين نحتفل بهم ولا نجد فيه غضاضة .. فلنعتبر ذلك جزءا من التراث الشعبي يا أخي لا صلة له بالعقيدة المحفوظة والراسخة بإذن الله في قلوبنا .. أستغرب : هل إلى هذا الحد لم نعد نستطع أن نفرق بين ما هو عقدي وما هو اجتماعي ؟! ..
لكن يبدو أن البسطاء وعموم الشعب كانوا أكثر نضجا ووعيا فتجاوزوا هذه المسألة بسهولة شديدة ويحتفلون كل سنة بمولد السيدة البتول مريم العذراء رضى الله عنها .. مسلمون ومسيحيون معا ! ..
رأيي أن من حق إخوتنا المسيحيين – جيراننا وأهلنا وشركاءنا في الوطن – أن نبتسم في وجوههم ونهنئهم في أعيادهم بحكم الجيرة والمواطنة والعشرة .. صدقني الدين والعرف والأخلاق تأمرنا بذلك ولا تصدق من يقول لك غير هذا ..
أهلنا وجيراننا وأحباءنا .. أقول لكم وبكل أريحية : كل عام أنتم جميعا بخير بمناسبة عيد الميلاد المجيد