حق بغيض لكنه حق في كل الأحوال .. ومع ذلك ينبغي أن يأخذ كل طرف ما له ولا يجور على الآخر خصوصا عندما تكون السيدة المطلقة مهيضة الجناح فاقدة لأسباب العيش والحياة في أدني صورها ..
تصبح المصيبة أكبر لو أنها طردت بأولادها وليس لها دخل تنفق منهنزلت لأصلي العشاء وإذ بطفل صغير نحيف شاحب الوجه عمره 6 سنوات تقريبا يطلب مني أن يذهب معي للمسجد ليصلي فرحبت بالطبع ..
دار حوار قصير بيني وبينه فصدمني بعبارة بابا وماما منفصلين وعايش مع ماما وأختي .. رأيت الانكسار في عينيه فلم أزد عليه في الكلام ..
داخلني إحساس وكأنه كان يبحث عن أبيه ! .. دفعني الفضول للبحث عن حال هذه السيدة فاكتشفت مأساة لا يمكن تخيلها .. الأم لم يتحملها أخوها المتزوج ولديه أسرة وأولاد وأمه كذلك تعيش معهم فبحثت عن سكن وجاء بها القدر إلى جواري ..
ساعدها أولاد الحلال في إيجاد وظيفة بمرتب متوسط تصرف أكثر من ثلثه في المواصلات .. تأخذ مواصلتين كي تصل إلى عملها ومثلهما في العودة ..
تذهب في السابعة صباحا وتعود في السابعة مساء ..
تعمل 6 أيام في الأسبوع وتخيل في هذا الجو القاتل أنها لا تستطيع أن تأخذ يوما واحدا إجازة لأي سبب فهو عمل خاص ..
وجدت شقتها خالية تماما من كل شيء فلا مروحة ولا ثلاجة ولا بوتاجاز ولا فرش ولا أي شيء .. فطليقها طردها من المنزل مع أولاده بملابسها فقط ولم يعطها من القائمة أي شيء .. قفل شقته ثم تزوج وسافر للعمل في الخارج ليستقر هناك وتركها تكابد الحياة بكل شقائها الذي لا يوصف ..
أشتكت بالطبع في محكمة الأسرة لكن ما فائدة الشكوى والطرف الآخر غير موجود ويركبه العناد ويمكن أن يستمر في الخارج لسنوات ! ..عزيزة النفس لا تقبل المساعدة بسهولة لكن الظروف أقوى منها بكثير ! ..
لا أعرف ولا أريد أن أعرف أسباب الانفصال فليس من حقي لكن الذي أتعجب منه إن كان الدين والشرع أعطياك الحق في الطلاق فبدون أدنى شك لم يعطك الحق في الظلم ..
خصوصا ظلم التي كانت زوجتك والأولاد .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.