انتخابات 2010 لم تكن السبب في ثورة يناير .. بل فقدان الأمل ! ..
الشعب المصري في مجمله لا ينظر إلى الديمقراطية أو مسألة الانتخابات باهتمام كبير ولا يعول عليها إطلاقا في تغيير حياته إلى الأفضل .. بل يراها مناسبة اجتماعية فقط أو أنها من الكماليات .. هي ثقافته الثابتة التي لا تتغير..
أيضا لم يعر ما يسمى بالأحزاب أدنى قدر من الاهتمام فهو لا يحس بوجودها ولا يبحث عنها أصلا ..
الغريب أنه قد يؤيد رجلا حزبيا لكن يتم على أساس صفته الشخصية ووضعه الاجتماعي في منطقته وليس تبعا لموقعه الحزبي ولا اسم الحزب الذي ينتمي إليه ..
هذه حقيقة الوضع السياسي القائم وعليه لا داعي للتباكي على الحريات الضائعة والديمقراطية المنتهكة والتدخلات الحكومية واختراق الدستور وما تحويه هذه الأسطوانة المشروخة التي يتم استخدامها بلا توقف لإثارة الناس ومحاولة تهييجهم مرة أخرى كما تم لهم في ثورة يناير .. دوروا على غيرها !
باختصار شديد : المواطن العادي البسيط غير المؤدلج ولا المسير أو التابع لا يهمه كثيرا شكل الحكم سواء أكان ديكتاتوريا أم ديمقراطيا ..
هو من الأساس لا يعطي أذنه لدعاه الحرية الكاذبين والمتاجرين به ..
كل ما يهمه أن يحيا حياة كريمة يجد فيها الغذاء الصحي الذي يكفيه وأسرته والعلاج المناسب من خلال نظام تأمين صحي جيد وكذلك المسكن الآدمي الذي يضمه وأسرته بكرامة ..
أيضا يمني نفسه بتعليم جيد لأبنائه ثم بعد التخرج يجدون وظائف أو فرص عمل تضمن لهم حياة كريمة ..
أيضا يحلم بوسيلة مواصلات عصرية حديثة كباقي الدول المحترمة وكذلك طرق جميلة مريحة تختصر له الوقت والجهد وتريح الأعصاب ..
يمني نفسه بسلع متوفرة وخدمات في متناول يده .. يحلم بدولة خالية من هذا التلوث الرهيب الذي ضرب شوارعنا وأنهارنا وبحيراتنا وأتى لنا بالأمراض ..
هذه أولويات المواطن المصري وليس الأحزاب أو مجلسي الشيوخ والنواب ولا الانتخابات من أي نوع ..
صحيح الديمقراطية شيء جميل وهدف الجميع يسعى إليه لكن مستحيل أن يقدم على مجموعة الأهداف التي تمس حياة المواطن بشكل أساس ومباشر ..
صدقني المواطن البسيط يخشى أن يتحول معكم إلى فأر تجارب إذا ما تم التلاعب به من خلال نظامكم الديمقراطي الذي يتم فيه انتقال السلطة من فلان إلى علان أو من حزب إلى حزب وكل الدلائل التي أمامنا لا تشير إطلاقا إلى وجود قيادة مبشرة من بينكم أو حزب قادر على حمل بلد ثقيل بحجم مصر ……………………..
الحقيقة أننا نرى تفاهات وسفهاء قادرين على خرابها في أقل 24 ساعة ! ..



