إلى وقت قريب قد لا يتعدى الثلاثة عقود أو أكثر قليلا كانت كل الفتاوى تقريبا تحتم على الحاج أن يقوم بذبح أضحيته في منى بنفسه – أو يشرف على ذبحها – ليأكل منها ثم ليوزع ما استطاع على فقراء الحرم حسب ما جاءت به السنة المشرفة .. لكن ومع زيادة الأعداد التي أصبحت بالملايين تأكد أن هذا أمر مستحيل تماما لصعوبة نقل اللحوم ولكثرة الذبائح بدرجة مهولة .. كانت تترك لتتعفن وتتحلل مسببة أكبر كارثة بيئية في موسم الحج .. اللحم يترك ليتعفن وملايين من المسلمين يتضورون جوعا في فلسطين والسودان والصومال وأفغانستان وجنوب السودان وغيرها من بؤر الاقتتال والمعارك .. تصور ! .. الحكومة السعودية أحسنت صنعا بإنشاء مجزر ” المعيصم ” الآلي الذي مهمته جمع هذه الأضاحي وتولي عملية الذبح والتشفية ثم التقطيع والتغليف والتعبئة و التبريد من خلال أحدث الأجهزة والأطباء البيطريين ومن ثم تجهيزها للإرسال إلى المناطق التي تعاني من المجاعات في العالم بالطائرات .. كان ذلك يحتاج إلى فتوى تبيح للحاج شراء ما سمي بصك الأضحية وتسليمه إلى إدارة المجزر لتتولى العملية كاملة ويكون الحاج بذلك قد أكمل نسكه ( النحر ) .. نفس الشيء يحدث في مصر تقريبا
الخلاصة :
تطور الفتوى ليناسب الزمن أمر مهم وحيوي حتى يواكب المسلمون سرعة العصر ولتحقيق المصلحة أيضا وهو الغرض من الفتوى في الأساس .. ويا ليت ما تم في هذا النسك تحديدا يندرج على كثير من الأمور التي تحتاج إلى سعة الفهم والإدراك