أثناء إعدادي كتابة هذا المقال عرضت الصورة المرفقة لإحد اقاربي البالغ من العمر 25 سنة .. وسألته ( قد مر عليك يا بو قاسم مثل هؤلاء الاشخاص !؟
طالع الصورة بذهول وحيرة واستغراب وأجابني باجتهاد : مين ذولي .. مجموعة مساجين !!؟ هههههههه في الثلاثين سنة الاخيرة من القرن الميلادي المنصرم ، كانت السيادة والريادة والسيطرة المطلقة لاهتمامات الناس ولفت انظارهم ” الصحف والمجلات ” انكب الناس على قراءتها ومتابعة ما يستجد بها بشكل يفوق الوصف ، كان دورها في ذلك الوقت دور السوشيال ميديا في هذا الزمان !؟
المجلات بالذات كان عليها اقبال كبير من القراء خصوصاً الرياضية منها والفنية وذلك لإسباب كثيرة لا يسعني المجال لذكرها !؟ ولكن احد تلك الاسباب صفحة شهيرة – لا تكاد تخلوا منها مجلة ( ما اعنيه بالطبع ” نادي الأصدقاء ” !! عمد الكثير من القراء من خلال هذه الصفحة بدافع الفضاوة وشغف الكتابة الى البحث عن اصدقاء من الوطن العربي ..
كانت هذه الزاوية ” كالواحة ” التي يركن اليها مركب القراء للأستراحة من عناء القراءة وتقليب الصفحات ..
في صفحة نادي الاصدقاء: كلّن يرسل صورته ويضع اسمه وعمره ويحط عنوانه مرفقاً معها ( هوايته المفضّلة ) ومن ثم يضعها في ظرف رسالة بريد مختوماً عليها بالطبع طابع بريدي ” مُعتمد ” ويقوم بأرسالها الى المجلة !!؟ متأكد تماماً ان كل من وُضع اسمه في تلك الصفحات ، لم يخطر في باله إطلاقاً إن يأتي زمن تُطوى فيه هذه الصفحة من التاريخ ويحل مكانها تويتر والفيس والانستغرام والسناب وسائر برامج التواص الاجتماعي !!؟ المراسلة كانت الهواية المفضلة للسواد الاعظم من القراء..
أيام المراسلة كان القراء ينتظرون شهوراً طويلة لنشر صورهمفي صفحة الاصدقاء وبعد النشر ” كلّن وحظّه ” وهو ووسامته وشكله وهندامه وطبعاً الجنسية لها دور كبير في القبول من الآخرين ( البعض تأتيه الرسائل بعد نشر صورته خلال ايام وأسابيع والبعض ربما ينتظر اشهر وسنوات من دون ان تأتيه رسالة واحدة !؟ .
وهذا الأمر مدعاة لجلب اليأس والاحباط ، وبالذات لأصحاب الخيال الواسع والقلوب المتحطمة !؟ فيما تكون القناعة حاضرة عند الكثيرين بالاكتفاء بنشر الاسم وتعليق الصورة في لائحة الشرف !!
اختم هنا بهذا التساؤل ” البريء ” : لو ” والعوذ واللوذ بالله العظيم من كلمة لو ” ..
لو عادت هذه المجلات للحياة من جديد وشاهدناها في السوبر ماركت والمكتبات ( هل نرى في صفحة نادي الاصدقاء ” اسماء نسائية ” من بنات هذا الزمان !؟ ام ان العفّة والحياء وقبلهما الدين ” يحولان ” دون ذلك !!؟.




