فى زمن تتسارع فيه الأحداث وتتنوع التحديات التي تواجه الدولة المصرية، برزت لحظة فارقة عندما توجه اهتمام الرئيس نحو مبنى ماسبيرو، ذلك الصرح الإعلامي العريق الذي يحمل في جدرانه تاريخاً طويلاً من الإعلام المصري والعربي.
## رمزية المكان
ماسبيرو ليس مجرد مبنى حكومي، بل هو رمز للهوية الإعلامية المصرية، ومنارة الثقافة والفكر التي أضاءت طريق الأجيال لعقود طويلة.
من خلال أروقته انطلقت أصوات كبار المذيعين والإعلاميين الذين صنعوا تاريخ الإعلام العربي، ومن استوديوهاته بثت البرامج التي شكلت وعي الشعوب العربية.
## نظرة جديدة للإعلام عندما اتجه اهتمام الرئيس إلى ماسبيرو، لم يكن الأمر اهتمام عابر، بل كان تأكيداً على أهمية الإعلام في بناء الوعي الشعبي وتوجيه الرأي العام.
هذا الاهتمام يعكس فهماً عميقاً لدور الإعلام في المرحلة الحالية التي تمر بها مصر.
في عصر تهيمن عليه وسائل التواصل الاجتماعي والمعلومات المضللة، يصبح دور الإعلام الرسمي أكثر أهمية وحساسية.
الحاجة إلى إعلام مهني وموضوعي يقدم المعلومة الصحيحة والتحليل المدروس تزداد يوماً بعد يوم.
## التحديث والتطوير الاهتمام الرئاسي بماسبيرو يتجاوز البعد الرمزي إلى البعد العملي والتطويري.
فالمؤسسة الإعلامية العريقة تحتاج إلى تحديث شامل يواكب متطلبات العصر الرقمي، من تطوير التقنيات المستخدمة إلى تأهيل الكوادر البشرية وتحسين المحتوى المقدم.
هذا التحديث لا يعني التخلي عن الهوية والتراث، بل يعني الحفاظ على الجوهر مع تطوير الشكل والأدوات.
إنه توازن دقيق بين الأصالة والمعاصرة، بين الحفاظ على القيم الراسخة واستخدام أحدث الوسائل التكنولوجية.
## رؤية مستقبليةعندما يهتم رئيس الدولة بماسبيرو، فإنه يرسل رسالة واضحة حول أهمية الإعلام في استراتيجية الدولة المستقبلية.
هذا الاهتمام يؤكد على أن الإعلام ليس مجرد أداة للترفيه أو نقل الأخبار، بل هو شريك أساسي في عملية التنمية والتطوير.
الإعلام المصري، من خلال ماسبيرو، مدعو إلى أن يلعب دوراً محورياً في نقل صورة مصر الحقيقية إلى العالم، وفي تعزيز الوحدة الوطنية، وفي دعم جهود التنمية الشاملة التي تشهدها البلادإن اهتمام الرئيس بماسبيرو يمثل بداية مرحلة جديدة في تاريخ الإعلام المصري، مرحلة تجمع بين العراقة والحداثة، بين الأصالة والتطوير.
إنها دعوة لكل العاملين في هذا الصرح الإعلامي العريق إلى النهوض بمسؤولياتهم والارتقاء بأدائهم، ليكونوا على قدر الثقة الموضوعة فيهم وعلى مستوى التطلعات الكبيرة المنتظرة منهم.
ماسبيرو ليس مجرد مبنى أو مؤسسة، بل هو جزء من ضمير الأمة ووجدانها، وعندما يهتم الرئيس به، فإنه يؤكد على أن مصر تقدر تراثها الإعلامي وتسعى إلى تطويره ليواكب تحديات المستقبل.