دلوقتي ناس كتير اتفاجئت بخبر إن فيه حريق تاني اشتعل في سنترال رمسيس بعد يومين بس من الحريق الأول، وبدأ الناس تسأل: إزاي ده يحصل؟
وليه النار اشتعلت تاني؟ وهل ده معناه إن المشكلة أكبر من اللي كانت ظاهرة؟
الحقيقة اللي حصل مش غريب ولا مفاجأة لأي حد اشتغل في مجال الشبكات أو الـ Data Centers أو حتى إدارة المرافق الكبرى، لأن أي حريق كبير زي اللي حصل في رمسيس بيبقى ليه آثار تانية اسمها Hot Spots أو نقاط سخونة بتفضل موجودة حتى بعد إطفاء النار الظاهرة.
لما حصل الحريق الأول الحرارة كانت عالية جدًا لدرجة إنها قد تكون أثرت على العزل الداخلي للكابلات، والألواح المعدنية، وحتى على الجدران نفسها، بالإضافة إلى الدخان والترسيبات الكربونية اللي بتنتج عن الحريق بتترسب على الأسلاك والأجهزة، وبتبقى موصلة للكهرباء بدرجة معينة، وده ممكن يسبب شرر أو قفلة كهربائية حتى بعد ما الحريق ينتهي.
كمان المياه اللي بيستخدمها رجال الإطفاء علشان يطّفوا النار ساعات بتوصل لأماكن حساسة جوة السنترال زي لوحات التوزيع، أو الـ Rackات اللي فيها أجهزة الفايبر أو الـ Power Supplies، لما المياه دي تفضل جوة الأجهزة أو تحت الأرضيات المعلقة، ومع السخونة أو مع إعادة توصيل الكهرباء، ممكن تعمل قفلة أو Short Circuit يسبب شرارة جديدة تشعل حريق تاني.
ومن الأسباب التانية اللي بتخلّي الحريق يتكرر، إن في بعض الكابلات أو مكونات الأجهزة اللي اتعرضت لحرارة عالية جدًا بتكون حصل فيها ضعف داخلي أو Cracks صغيرة مش باينة بالعين المجردة. أول ما توصلها كهرباء وتحمل تيار عالي، بتبدأ تسخن تاني، وساعات توصل لدرجة الاشتعال.
وفي أماكن زي سنترال رمسيس، اللي مليان أسلاك نحاس وفايبر وأجهزة إلكترونية حساسة، بيبقى صعب جدًا تأمين كل نقطة بعد حريق كبير في وقت قصير. لأن أعمال الصيانة والتنظيف بتحتاج تفكيك جزء كبير من المكونات وفحصها واحدة واحدة، وده بياخد وقت ومجهود ضخم.
وعلشان كده مش غريب إن الوزير قال إن الصيانة هتاخد أسبوع أو عشرة أيام أو أكتر؛ لأن المسألة مش بس تغيير الأجهزة اللي اتحرقت، لكن كمان التأكد إن مفيش أي نقطة ضعف أو مصدر حرارة أو توصيل كهربائي ممكن يولع تاني.
علشان كده الحريق اللي حصل تاني من شوية بنفسره تقنياً إنه بمجرد ما بدأوا يعيدوا توصيل الكهرباء تدريجيًا لتجربة تشغيل بعض الأجهزة، ظهر تسريب أو شرارة في مكان تاني كان متأثر بالحريق الأول، وده اللي ولّع النار من جديد.
وعلشان بس الناس متقلقش الحريق التاني ضعيف جداً مقارنة في الحجم من الحريق الأول، لكن بيكشف إن السنترال لسه محتاج شغل ضخم جدًا في الصيانة والفحص والتأمين قبل ما يرجع يشتغل بكامل طاقته.
اللي حابب أقوله باختصار إن الحريق التاني مش صدفة ولا إهمال بسيط، لكنه نتيجة طبيعية للتلف الكبير اللي سببه الحريق الأول، واللي بيسيب وراه آثار خفية ممكن تتحول لاشتعال تاني لو ما اتعالجتش كويس. وده درس مهم جدًا عن إن إدارة الكوارث في منشآت الاتصالات الكبيرة مش بس إطفاء نار، لكن كمان تأمين الأجهزة والأسلاك والحوائط والأرضيات من أي شرارة أو تسريب كهربائي بعد الحريق