يشهد الشرق الأوسط تصعيداً خطيراً في حدة التوترات، بعد اندلاع مواجهات مباشرة وغير مباشرة بين إسرائيل وإيران، إلى جانب انخراط أطراف أخرى مثل حزب الله والحوثيين. ومع تزايد الضربات والهجمات المضادة يتساءل الكثيرون: ما مستقبل هذه الحرب؟ وإلى أين يمكن أن تصل تداعياتها؟
تشير التقديرات خاصة بعد تهديدات ترامب باخلاء طهران إلى أن المنطقة قد تكون مقبلة على حرب استنزاف تمتد لسنوات، تشمل ضربات جوية، هجمات سيبرانية، وعمليات من خلال وكلاء إقليميين.
هذا السيناريو يتجنب الحرب الشاملة لكنه يحافظ على حالة التوتر الدائم، ما قد يستنزف موارد الأطراف المتنازعة ويهدد استقرار المنطقة.
ومؤكد الخطر النووى قائم خاصة في حال شعرت إيران أن قدرتها النووية مهددة بشكل وجودي، فقد تلجأ إلى خيارات غير تقليدية، سواء عبر تسريع تطوير قدراتها النووية أو استخدام وسائل كيميائية.
هذا التصعيد سيغيّر معادلات الردع في المنطقة، ويرفع من احتمالات تدخل دولي أكبر وبشكل خاص التدخل الأمريكى.
وبنظرة على الدور الامريكى ورغم دعم امريكا التقليدي والمتواصل لإسرائيل الا انها تحاول تجنّب الانزلاق في حرب مفتوحة وهو ما يفسر وجودها العسكري المكثف في المنطقة في إطار الردع، وليس الهجوم. كما صرح وزير دفاعهم بالأمس
إلا أن أي ضربة إسرائيلية واسعة قد تضع واشنطن أمام خيار صعب بين التدخل أو التراجع.
ولو وصلنا لموقف دول الخليج فانها قد تلعب دور الوساطة خاصة قطر وسلطنة عمان لمحاولة تهدئة التصعيد. لأنها الأكثر تضررا على المدى البغيد ولذا قد تسعى إلى فتح قنوات دبلوماسية خلف الكواليس، وتقديم حلول وسط تحفظ ماء وجه الجميع، في محاولة لتفادي انفجار شامل ستكون له تبعات كارثية على أمن المنطقة كلها واقتصادها وهو الاحتمال الأضعف حتى الآن.
وطبعا البعد الاقتصادي لهذه الحرب لايمكن إغفال تأثيره خصوصا في قطاع الطاقة مع تزايد المخاوف من تهديد الملاحة في مضيق هرمز أو توقف الإمدادات النفطية، قد ترتفع أسعار النفط والغاز عالميا وهو مايزيد الضغط على الاقتصاد الدولي الذي يعاني أصلاً من أزمات متتالية وحروب خفية بين القوى الكبرى.
الخلاصة ورغم ارتفاع نبرة الخطاب العسكري ورغم تخوف البعض من تكرار سيناريو العراق فى إيران إلا أن كثيراً من المحللين يرون أن الحرب الشاملة غير مرجحة في المدى القريب والسيناريو الأكثر ترجيحاً هو استمرار التوتر ضمن مستويات محسوبة، مع احتمالات متفاوتة لتحقيق حل دبلوماسي في حال توافرت إرادة سياسية حقيقية أو ضغطت شعوب الدول المتصارعة على حكوماتها خاصة فى ظل القصف المتبادل والمستمر وهو مالايتحمله المواطن خاصة الإسرائيلي.
وللأسف يبقى الشرق الأوسط ساحة مفتوحة على جميع الاحتمالات، حيث تتشابك المصالح الإقليمية والدولية ولا توجد دولة بعيدة عن الخطر والدخول فى الحرب حفاظا على مصالحها وسيادتها رغم ان الظاهر فى الصراع دولتين فقط ولكن الواقع يؤكد انها بروفة لجس نبض حرب عالمية ثالثة محسوبة العواقب.
واخيرا فيما يخص مصر وهى الدولة الإقليمية الكبرى فإن موقفها مما يحدث ومكاسبها وخسائرها وتحركاتها الدولية والاقليمية المحسوبة بدقة فهذا ماسنناقشه فى سطور قادمة!