كتب د / صبحي الشافعي
إذا سالت شخص ما وقولت له هل الام تشيخ وتكبر في العمر؟ يجيبك هذا الشخص ويرد عليك ويقول بالتأكيد ستشيخ دي مش هي بس كل الناس بتكبر وتشيخ ولكن هل هذا الكلام ينطبق على مصر ام الدنيا كما يطلقون عليها بالتأكيد هنا الكلام سيختلف لان مصر ام الدنيا تزداد شبابا يوما بعد يوم هل يعقل او تصدق ان مصر صاحبة حضارة أكثر من سبعة الاف سنة وإذا نظرت اليها الان تجدها أكثر شبابا وتألقا عن ذي قبل فرغم عمق التاريخ الا انها كلما مر عليها الزمن تصغر في السن وتتألق كالشابة المتألقة المشعة كالشمس ودائما تغرد في الفضاء كالطير.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا تشيح او تكبر مصر؟
الإجابة على هذا التساؤل تحتاج مجلدات ولكن يمكن تلخيص ذلك في كلمة موجزة تتمثل في ان مصر فيها حاجة حلوة على وزن ما جاء في الاغنية الشهيرة فيها حاجة حلوة.
وإذا كانت الأغنية الناجحة المذكورة قد تناولت بعض العادات والتقاليد الاجتماعية المحببة لدى المصريين فقد نتناول بعض الأمور الأخرى التي تبين أن في مصر حاجات أكثر حلاوة فمن اهم ما فيها الأصالة والمعاصرة والتمسك بالدين يظهر ذلك كثيراً من خلال المناسبات الدينية والمجتمعية كالإفطار في شهر رمضان تجد الجميع يدعوك لكي تتناول معهم الافطار أيضا واجب الذهاب لمناسبات الإفراج ولقدر الله واجب العزاء والمواساة لأسرة المتوفى وغيرها من الأمور المشابهة التي لا تحدث أحيانا في بلاد أخرى.
كما أن اغلبية سكان العالم يقصد الذهاب الى مصر من أجل الاستمتاع برؤية الاثار المصرية فمصر بها أكثر من ثلث آثار العالم ومن هنا تجد الكثير من القوافل السياحية القادمة إلى مصر ويتساءل الكثير من ضيوف السياحة المصرية كيف لهذه البلد المحافظة على كافة الأماكن الاثرية في المناطق الاثرية المصرية والتي استمرت كل هذه القرون بالتأكيد لأنها تعرف قيمتها وأهميتها وبالتالي حافظت عليها.
كما نضيف بان الموقع المتميز الذي تحتله مصر جعلت من الشمس تشرق عليها طوال العام مما جعلها محل جذب لكافة الافراد حتى يستمتعوا بشمس مصر المشرقة طوال العام.
كما ان اهم ما يميز مصر هو قيام المصريين بالأعمال الخيرية وأصحاب القلوب البيضاء التي تساعد الفقير والمريض وغيرها من اعمال الخير.
وكذا نذكر ان من سمات الشعب المصري الغيرة على النجاح وعلى الحفاظ على الأرض والعرض ونذكر أيضا أجمل ما في مصر وتتمثل في قواتنا المسلحة الباسلة وغيرتها على مصر كما انها تحميها من الاعتداءات الخارجية التي تحاكى مصر من كافة الاتجاهات وحتى داخل مصر من الكارهين لاستقرار البلاد.
كما لا تتمثل الحاجة الحلوة في هذا فقط بل لو تساءل البعض من اللذين يهاجرون إلى دول أجنبية أو عربية لماذا تتمسكون بالعودة إلى الوطن مصر يجيبون على الفور بأن هناك أمر ما يجعلنا نرغب في العودة إلى وطننا مصر فلا نعلم تحديداً ما هو ولكن أي أرض أخرى أو أي وطن اخر لا يساوى لحظة حنين إلى أرض الوطن وهذا سر من اسرار الحاجة الحلوة التي نتحدث عنها فالوطن لا يعوضه كنوز الدنيا وحسبما يكون هذا الوطن هي مصر فهي في حد ذاتها سر جميل من أسرار الكون.
وقد اختتمت الاغنية المشهورة (فيها حاجة حلوة) كلماتها بانها تصف مصر بانها قطعة من الجنة.
ولكن هذه الحاجة الحلوة التي تزين مصر وتجعلها لا تشيخ هل ستحافظ عليها الأجيال القادمة وستستمر لتزين وتنير مصر ام ان هناك عوامل خارجية وضعف داخلي سيجعلها تشيخ وتزبل؟ هذا ما سوف تجيب عنه السنوات القادمة
حفظ الله مصر وشعبها ورئيسها من كل سوء



