أخطر ما يواجه الإنسان أن يظن أن نجاته مسؤولية غيره وهنا يبدأ الوعي الحقيقي حين تدرك أن الله لم يُحمّلك وزر أحد ولم يُعلّق مصيرك على شهرة إنسان ولا على صلاح مجتمع بل جعل حسابك عليك وحدك تأمّل معي هذا الميزان الإلهي العادل ميزان لا يميل ولا يُحابي ولا يظلم أنت المسؤول وأنت المعني وأنت صاحب القرار فنجاتك يوم القيامة مشروع شخصي لا تُعفى لأن غيرك قصّر ولا تُبرر لأن الفساد انتشر ولا تُنقذ لأنك اتبعت الناس فكل إنسان يعيش اختبارا خاصا والنتيجة تُعلن باسمه لا باسم عائلته ولا مجتمعه ولا من كان حوله فمحكمة الآخرة قوانينها لا تُجامل أحدا وملفك مفتوح أمامك والحضور إجباري لا ظلم ولا خطأ ولا محام ولا وسيط ولا مال ولا نسب ولا نسيان ولا تشابه أسماء فهو ميزان أدق من الذرة حتى الجوارح تتكلم فالدروس التي تغيّر حياتك الآن أصلح نفسك قبل أن تنتظر إصلاح العالم فقراراتك اليومية الصغيرة تُصنع بها آخرتك فالعبادة ليست عادة بل وعي ومسؤولية فلا تؤجل التوبة فالملف يُغلق فجأة والتطبيق على أرض الواقع راقب نيتك قبل عملك اجعل لك وردا ثابتا من القرآن راجع نفسك كل ليلة ماذا كسبت وماذا خسرت لا تكن تابعا كن صاحب بصيرة .
كل عام وانتم بخير 2025



