الأحساء
زهير بن جمعة الغزال
أوضح ذلك المهندس . ماجد ابوزاهرة
بعد حدوث الإنقلاب الشتوي وهو اليوم الذي نشهد فيه أطول ليلة وأقصر نهار في السنة قد يبدو منطقياً أن يبدأ وقت الفجر بالتقدم مباشرة مع بدء زيادة طول النهار إلا أن الملاحظ فلكياً أن وقت الفجر يبقى متأخراً لعدة أيام أو حتى أسابيع بعد الانقلاب وهو ما يثير تساؤلات لدى كثيرين.
علمياً يبدأ طول النهار بالفعل بالازدياد بعد الانقلاب الشتوي لكن هذه الزيادة لا تكون ناتجة عن تقدم وقت الفجر بل عن تأخر وقت غروب الشمس أولاً وفي المقابل يستمر شروق الشمس – وبالتالي وقت الفجر – في التأخر لفترة قبل أن يبدأ بالتقدم لاحقاً وهذا الاختلاف في توقيت التغير بين الغروب والشروق هو السبب المباشر لبقاء الفجر متأخراً رغم ازدياد طول النهار.
السبب الفيزيائي لهذه الظاهرة يعود إلى ميل محور دوران الأرض بمقدار نحو 23.5 درجة إضافة إلى أن مدار الأرض حول الشمس ليس دائرياً تماماً بل إهليلجي. هذان العاملان يؤديان إلى تغيّر الحركة الظاهرية للشمس على طول مسارها السنوي (الدائرة البروجية) على مدار السنة وهي ظاهرة تعرف فلكياً باسم معادلة الزمن.
نتيجة لذلك لا يتقدم شروق الشمس ويتأخر غروبها بالمعدل نفسه ولا في التوقيت نفسه.
يختلف مقدار هذا التأخير وتوقيت انعكاسه باختلاف خطوط العرض فالمناطق القريبة من خط الاستواء تشهد تغيرات طفيفة جداً في أوقات الشروق والغروب بينما تكون هذه التغيرات أوضح وأسرع كلما اتجهنا نحو العروض العليا شمالاً أو جنوباً.
يجدر التنويه إلى أن الانكسار الجوي رغم أنه يجعلنا نرى الشمس قبل شروقها الفعلي بقليل وبعد غروبها يعد تأثيراً شبه ثابت على مدار العام ولا يفسر تأخر الفجر بعد الانقلاب الشتوي. كما أن العوامل الجوية مثل الغيوم أو الضباب لا تؤثر على التوقيت الفلكي للفجر وإنما على وضوح الرؤية فقط. كذلك لا تدخل حركة القمر في حساب أوقات الفجر أو شروق الشمس إذ تعتمد هذه الحسابات حصراً على حركة الأرض بالنسبة للشمس.
عموماً قد لا يكون التغير في الأيام الأولى بعد الانقلاب ملموساً لأن الفارق اليومي يكون بالدقائق أو الثواني القليلة ومع مرور الوقت يبدأ وقت الفجر بالتقدم تدريجياً ويغدو ازدياد طول النهار أكثر وضوحاً للراصدين.



