تعد الانتخابات بشكل عام وبمختلف أنواعها من أبرز مظاهر الحياة الديمقراطية، فهي الوسيلة التي يعبّر من خلالها الشعب عن إرادته واختياراته بحرية تامة وهي تعكس صورة حقيقية للديمقراطية التي تقوم على مشاركة المواطنين في صنع القرار واختيار من يمثلهم في المجالس التشريعية أو المحلية.
ومن خلال انتخابات ديمقراطية حرة تمنح الشرعية لمن يتولى المسؤولية وتتاح الفرصة للتغيير والتجديد بطريقة سلمية وحضارية لذلك فإن المشاركة في الانتخابات لا تمثل مجرد إجراء شكلي بل تعكس وعي المواطن بدوره في بناء وطنه وحماية مستقبله كما تجسد قيم التعبير والحرية التي تعد من ركائز أي نظام ديمقراطي سليم.
وعن انتخابات مجلس الشيوخ في مصر فهى تعد من المحطات الهامة والتي تمنح للمواطن الفرصة الحقيقية من خلال المشاركة في صياغة حاضر بلاده ومستقبلها وقد يمثل هذا المجلس الغرفة الثانية من البرلمان المصري.
حيث يكمل دوره التشريعي إلى جانب مجلس النواب وهو بمثابة هيئة استشارية عليا تسهم في رسم السياسات العامة ومناقشة القوانين قبل إقرارها بشكل نهائي
الحياة البرلمانية والصالح العام
يعتبر مجلس الشيوخ أحد أركان الحياة البرلمانية في مصر حيث يضم نخبة من الشخصيات العامة والخبراء في مختلف المجالات ويهدف إلى تعميق التجربة الديمقراطية وذلك من خلال إثراء النقاش التشريعي ودعم النظام السياسي بما يحقق الصالح العام ويساعد على اتخاذ قرارات حكيمة ورشيدة ومدروسة تصب في مصلحة الوطن والمواطن.
السياسات العامة للدولة
يعمل المجلس الموقر على دراسة الموضوعات والقضايا الهامة ذات البعد الاستراتيجي كما يناقش أيضا الاتفاقيات الدولية ومشروعات القوانين المهمة التي تعرض عليه من رئيس الجمهورية أو من مجلس النواب أو من الحكومة وله دور مؤثر في مراجعة السياسات العامة والتي تعتمدها الدولة لتحقيق أهدافها في مختلف المجالات مثل التعليم والصحة والاقتصاد والأمن وغيرها ومتابعة تطبيقها كما يعنى بالمحافظة على مبادئ الدستور وضمان التوازن بين السلطات.
الهيكل التنظيمي
يتكون مجلس الشيوخ من عدد محدد من الأعضاء يتم اختيار ثلثيهم عن طريق الانتخاب الحر المباشر من قبل المواطنين بينما يعين الثلث الأخير بقرار من رئيس الجمهورية ويكون الاختيار وفق تقسيمات انتخابية محددة تضمن تمثيلًا جغرافيًا متوازنًا بحيث يختار الناخبون مرشحيهم في دوائرهم .
التصويت
تجرى عملية التصويت أو بما يعرف بالإقتراع السرى المباشر في أجواء ديمقراطية تتيح للناخب الإدلاء بصوته بحرية كاملة فيختار المرشح الذي يثق في قدرته على تمثيله والدفاع عن مصالحه داخل المجلس وينبغي على كل مواطن مصرى حر ونزيه أن يشارك في هذه العملية بوعي كامل ومسؤولية كبيرة وضرورية لأن صوته يمثل أمانة أمام الله ووطنية تسهم في بناء مؤسسات قوية تحترم القانون وتعبر عن إرادة الشعب
والمشاركة هنا في انتخابات مجلس الشيوخ ليست حقًا دستوريًا فحسب, بل هي واجب وطني يحتم على كل مصري وطنى أن يكون جزءًا من عملية الإصلاح والتطوير فالصمت أو التراخي عن التصويت يضعف من شرعية التمثيل ويمنح الفرصة لتمرير رؤى لا تعبر عن مصلحة الأغلبية لذلك فإن النزول إلى صناديق الاقتراع يعد أحد أشكال التعبير الحقيقي عن الانتماء والحرص على مستقبل البلاد
اختيار المرشح
أن اختيار المرشح المناسب يتطلب من الناخب أن يكون على دراية بخلفية المرشحين من حيث الأمانة والنزاهة ومعرفة تاريخهم فى العمل العام والخدمي وقراءة برامجهم الانتخابية جيداً ًومدى قدرتهم على التعبير والتمثيل بصدق وكفاءة داخل المجلس.
وعلى المواطن أن يكون واعيًا لهذه المعاييرعند اتخاذ قراره الانتخابي فاختيار النائب لا ينبغي أن يبنى على العاطفة والشعارات أوالمصالح الشخصية ولكن يبنى على التدقيق ودراسة وتحليل شخصية المرشح ومدى التزامه بخدمة أهالي دائرته.
وفي ضوء ما تشهده مصر من تحولات كبرى على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية فإن المشاركة في انتخابات مجلس الشيوخ تكتسب أهمية خاصة لأنها تعكس الوعي الشعبي والرغبة الحقيقية في البناء والدفع نحو مستقبل أكثر إشراقًا وعدلًا
عزيزي المواطن صوتك في الانتخابات ليس مجرد ورقة بل هو رسالة وقرار ورغبة في الإصلاح والتغيير.



