- محمود فوزي : اسمح لي د. مصطفى محمود .. لماذا تزوجت مرتين وفشلت في زواجك فيهما على الرغم من أنك كثيرا ما تضع حلولا للمحبين و المتزوجين .. و لك كتاب شهير في هذا الموضوع ” ٥٥ مشكلة حب ” .. هل باب النجار مخلع كما يقولون .. أم أن أعصاب الكاتب أصبحت لا تتحمل أية زوجة ؟!
•• د. مصطفى محمود : هذا صحيح كما تقول .. لقد تزوجت مرتين و فشلت في المرتين .. و ربما هن معذورات .. لأن لدي مشكلتين و ليست مشكلة واحدة فقط .. فبجانب مسألة الكاتب و المؤلف هناك أيضا أنني صاحب رسالة .. و أعتقد أنت شاهدت معي من خلال جولة قمنا بها في هذا المركز العلمي المتقدم و كذلك مستشفى محمود .. فنحن نحاول أن نؤدي رسالة سامية للانسان أولا دون أي اعبار لأية ماديات .. و لهذا فالانسان يفنى في هذه الرسالة السامية .. و تكون النتيجة أنني أستغرق نفسي نهائيا في العمل فكيف تتحمل زوجة أن تعيش مع إنسان مستغرق بكل كيانه في العمل ؟ إنني في الحقيقة لا أستطيع أن أظلمهما .. فماذا يبقى مني لهما ؟ و المرأة إذا تحملت بعض الوقت فلن تستطيع أن تتحمل كل الوقت فسوف يأتي عليها وقت تكفر فيه ! - محمود فوزي : ما هي قصة زواجك الأول و هل جاء عن حب فعلا .. و لماذا فشل إذن ؟؟
•• د. مصطفى محمود : نعم.. زواجي الاول عن حب فعلا .. حب جنوني حقيقة .. هي اتصلت بي في التليفون و قابلتها و من أول وهلة و أول لقاء أحببتها .. كانت جميلة .. تزوجتها بعد رحلة طويلة من التلطيش و الحياة غير المستقرة و كنت قد أصبت بحالة مرضية .. نوع من الاسهال الغريب احتار فيه العلماء .. و نقص وزني ١٠ كيلوجرامات و أصبحت مثل الرنجة .. و كل دكتور له تشخيص مخالف للآخر .. و عشت مرحلة من الاحساس بالرعب و الخوف .. لأن تشخيص معظم الأطباء كان يدور حول مرض غريب .. معناه أنني سوف أعيش ٦ شهور فقط و أموت ..
و أيامها ذهبت للطبيب الكبير أنور المفتي فقال لي : حسما للأمر و بدلا من الحيرة سنعمل لك تحليلا للهرمونات فهذا المرض الغريب يصيب غدة هرمونية فوق الكلى و الذى يصاب بها لا يعيش أكثر من ستة شهور و يموت !
و بالفعل أجرى لي الدكتور المفتي دراسة على الهرمونات بكلية الطب و تنفس الصعداء حين عرفت أنني غير مصاب بهذا المرض الخطير و الغريب و اللعين .. و لكن ظلت حالتي مع ذلك محيرة ..فقلت للدكتور المفتي أنا عاوزك يا دكتور تفتح بطني و ترى بعينك المجردة ماذا بها ؟!
فلم تكن المناظير قد ظهرت حتى ذلك الوقت و التي يستطيع من خلالها الطبيب أن يرى أي جزء من داخل جسم الانسان .
و ما أن قلت للدكتور المفتي : عاوزك تفتح بطني و ترى بعينك حتى استغرق في الضحك و قال لي :
تعرف لولا أنك دكتور ما سأل عنك .. و لكن لأنك دكتور و مسئول فسوف أفتح بطنك فعلا !
و اتصل بالدكتور أبو ذكرى و حجز غرفة العمليات و أذكر يومها و بعد أن أفقت من تخدير العملية :
قال لي الدكتور المفتي :
تصور مصارينك ألماظ قطعة جوهرة !
لم نجد شئيا و لكن بالمرة عملنا عملية للمصران لأننا وجدنا من حوله بعض الدهن .
فقلت له : و ماذا أفعل بعد ذلك ؟
فقال لي : تأكل كل الممنوعات الي قل لك الطبيب عنها من الممنوعات !
فالدكتور المفتي قال لي : كل الممنوعات مصرح بها لك الآن .
و لابد أن تغير نظام حياتك فإذا كنت عازبا فتروج !
و الحقيقة أنني اقتنعت بوجهة نظره .. فمادام كل شئ في سليما فما هي أسباب هذه الأمراض التي تنتابني .. فلابد أن هناك خطأ ما في ياتي و ان نفسيتي بها شئ ما خطأ و لابد من تغييره !
المهم فوجئت ” بسامية ” وهذا هو اسم زوجتي الاولى تتصل بي في التليفون و لم أكن أعرفها من قبل ثم التقي بها و حدث الإعجاب و تزوجتها .. و كأنما ساقتها الأقدار على هذا الموقف الذي عشته .. والذي استتبع ضرورة تغيير مسلك حياتي و استمر هذا الزواج ما يقرب من ١٠ سنوات كانت ” سامية ” غيورة جدا رغم أنها تصغرني ب ١٥ عاما .. فإذا وجدت شعرة على جاكتي تكون كارثة مصيبة ..مع أن هذه الشعرة من الممكن أن تكون شعرتها هي !
ذات يوم وجدت في جيبي ” تذكرتين سينما ” بهدلتني و كانت حكاية كبيرة قلت لها التذكرتين دول ليا انا و انت .. سبق ان دخلنا بهما الاسبوع الماضي للسينما و لكن طبعا بعد خناقة و بهدلة كبيرة .. !
رقابة على التليفونات .. و تفتح خطاباتي .. و تحولت حياتي إلى حجيم لا يطاق ! فأنا كنت متهما بشئ لم أفعله .. و كانت حكاية كبيرة و مشكلة أكبر .. فلكي أكتب لابد أن أسافر .. كل كتبي في هذه الأيام كتبتها في الفنادق و البلاد التي سافرت إليها .. فلقد سافرت أيامها إلى السودان و رحلات إلى الصحراء و الغابات الاستوائية .
لم أكن أكتب مطلقا .. لأن حياتي تحولت إلى مشاكل لا تنتهي ! كانت توقظني في منتصف الليل و تنزل ” ضرب وصراخ ” بلا سبب فأقول لها : فيه ايه يا ستي بتضربيني ليه ؟!
فتقول لي : حلمت إنك مع واحدة ست فأقول لها: ما تحلمي يا ستي .. هو لازم حلمك يبقى صحيح هو انت السيدة نفيسة !
لكن فيما عدا ذلك فهي إنسانة طيبة و ست بيت و هي ” أمل ” و ” أدهم “
” أمل ” خريجة كلية الاداب قسم فرنسي و هي متزوجة .. أما أدهم فهو في السنة النهائية بكلية التجارة .
و لكن للاسف كانت حياتنا جحيم مع ” سامية ” زوجتي الاولى فلم أستطع أن أعيش حياتي معها فطلقتها و تركت لها كل شئ .. تركت لها الشقة و كانت على النيل بجوار الشيراتون .. و تركت لها كل شئ و خرجت ببجامتي فقط !
بعد ذلك كانت مرحلة صيام عن المرأة حوالي اربعة سنوات .
د/ مصطفی محمود في حواره مع .. محمود فوزي
من كتاب / اعترافات مصطفى محمود
كل عام وانتم بخير 2025