الاعتداء الاسرائيلي الأخير على قطر هو أمر غير مقبول من الناحية المبدئية فالقانون الدولي يرفض الاعتداء على سيادة أي دولة لكن في الوقت نفسه لا يمكن قراءة ما حدث بمعزل عن المسار الذي اختارته الدوحة لنفسها طوال السنوات الماضية.
منذ سنوات وقطر اختارت ان تلعب دورا غير مفهوم في المنطقة تحت غطاء الوساطة والعمل الدبلوماسي بينما في الواقع مدت يدها لجماعات وتنظيمات مصنفة ارهابية عالميا.
أموال واعلام منحها الشرعية والغطاء كلها ادوات سخرتها الدوحة لتعزيز نفوذها الاقليمي عبر الفوضى لا عبر الاستقرار.
اليوم ومع التصعيد الاخير في المنطقة والقصف الذي طال بعض مواقع النفوذ المرتبطة بها تجد قطر نفسها أمام نتيجة طبيعية لمسار طويل من المراهنة على أوراق خطرة.
من يفتح ابوابه للتطرف لا بد أن يدفع الثمن حتى لو بعد حين.
فالرهان على الارهاب كأداة نفوذ يشبه اللعب بالنار قد تمنح وهجا مؤقتا لكنها في النهاية تحرق من يشعلها.
الواقع أثبت ان سياسة قطر لم تجلب لها الاحترام ولا الثقة الدولية بل جعلتها محل اتهام دائم وشكوك مستمرة.
كل استثمار في جماعات متشددة عاد عليها بخسارة في رصيدها السياسي وصورة مرتبطة بدعم العنف بدل التنمية.
وما يحدث اليوم ليس إلا جرس إنذار بان زمن التغاضي يوشك ان ينتهي وان الحساب قد يطرق الابواب في اي لحظة.
لقد ان الاوان لقطر ان تراجع خياراتها وان تدرك ان النفوذ الحقيقي يبنى على الاستقرار والشراكات الصادقة لا على صفقات مع جماعات خارجة عن القانون.
فما زرعته الدوحة لسنوات بدأ يثمر لكنه ليس ثمرا يؤكل بل شوكا يجرح الجميع وفي مقدمتهم من رعوه.