وداعا صديقي المخلص وداعا الصديق الصدوق وداعا للاخلاص والوفاء
عشت طول عمري في فوبيا الكلاب كنت اسابقهم في الطرقات خوفا وهلعا لم اكن استطيع السير وحيدا في طريق يوجد به كلب او اسمع نباحه قريبا منى كاد الخوف منهم ان يخلع قلبي من جوفي حتى جاء الوقت الذي رايت هذا الخوف في عين اولادي وعندها قررت تربيه كلب صغير حتى يتخلى اولادي عن هذا الخوف الوراثي وفي يوم جاء اتصال من المرحوم الاخ العزيز الاستاذ عاطف ابو الخير نائب رئيس تحرير الجمهورية عندي لك هديه نفسك فيها ذهبت اليه واذا بي امام اسد بالنسبه لي وبالنسبه لهم جرو صغير يلهو ويلعب وقالي لي بالنص عندما تتعامل معهم لن تستطع التعامل مع البشر وقد صدق رحمة الله عليه سعدت بالهديه جدا لاطفالي ولكن عقلي لايستوعب كيف سأتعامل معه بل كيف استطيع انزاله من السيارة اصلا
تم وضعه في شرفه المنزل لحين اعداد مكان له مستقل في الرووف عدى اول يوم على خير وثاني يوم ايضا والكل سعيد به ونتطلع له كانه كائن من كوكب اخر اما ثالث يوم اول ماخرجت من المنزل ولم اصل لنهايه الطريق تليفون من المنزل الحقنا روي اقتحم البيت بتقولوا ايه مفيش رد والاصوات تتعالى بعيدا عن الهاتف عدت سريعا واسطحبت عصا وجتها في طريقي ودخلت كاللص وبصوت جهوري انتم فين الاصوات تتعالى من خلف الابواب الموصده اين هو لاندري وعندها كان لابد من المواجهه واستعاده زمام الامور ناديت عليه بصوت عالي واضرب بالعصى على الارض جاء يزحف باذنين متخازلتين وابتسامه امرته بالذهاب لمكانه فذهب الي الباب ووقف يهز ذيله فوجته قد مزق سلك الناموس ودخل المنزل وعندها فهمت ماحدث اراد ان يلهو معهم فمزق السلك ودخل يلعب فتحت له الباب وادخلته واغلقت الشيش والزجاج من هذه اللحظة قتل الخوف وولدت الالفه بيننا جهزت له مسكن خاص على الروف واتيت بمدرب ثم فكرنا ان يكون له وليف لا استطيع النوم بدون اللعب معهم يوميا حتى وصل الامر الي وجود ١٢ كلب لم اكن استطيع الاستغناء عنهم او اولادهم
وكنت افرح باستضافة اي كلب يريد اصدقائي الاستغناء عنه وكذلك اهدائهم لاي صديق الا روي لا استطيع الاستغناء عنه او البعد عنه ومرت الايام وظهر الكبر وامتلكه المرض وبرغم حركته الضعيفة الا انه يرحب بي في اي وقت ويستقبلني بنفس الفرحه ونفس الابتسامه
قدر الله وماشاء فعل
وداعا ايها المخلص

