كتب د / صبحي الشافعي
اختلفت المعايير الاجتماعية التي تربينا عليها ومن بينها مبدا احترام الاب وذلك في ظل الأجواء التي نعيشها فالاحترام والتقدير الذى كان يحظى به الاب لم يعد متواجد كثيرا الان الا في اضيق الحدود وهذا نتيجة دخولنا عصر التفاهة وضعف المستوى الأخلاقي اذا ما تم مقارنتها بما كان يحدث في الماضي لم يعد موجودا تقبيل يد الاب قبل الخروج او بعد العودة من الخارج اصبح وجودة هامشيا لدرجة ان احد الأبناء لو تقدم والده في السن يبحث له عن دار للمسنين او يقول له هو انتى لسه عايش ياريت تفارق بقى وهكذا وهذا لم يأتي من فراغ بل نتيجة الانشغال بالنت وشرب المنكرات وغيرها من التقاليد القادمة من الخارج .
وقد روى ان أحد الأبناء وهو يصف والده في سنوات عمره المختلفة فحين كان عمره أربع سنوات كان يقول عن والده إنني أرى والدي على انه بطل خارق يمثل بالنسبة لي أعظم رجل في العالم.
وحينما وصل هذا الابن لعمر ست سنوات يقول كنت اشوفه على انه يمثل لي كل شيء في العالم.
وحينما وصل هذا الابن لعمر عشرة سنوات يقول كنت اراه انه على علم بكل شيء في الدنيا.
وحينما وصل هذا الابن لعمر اربعة عشر عاما يقول مستحيل والدي يقدر يتكيف ويتعايش مع وقتنا الحالي.
وحينما وصل هذا الابن لعمر ست عشر عاما يقول والدي أصبح كثيرا يتدخل في حياتي.
وحينما وصل هذا الابن لعمر عشرون عاما أصبح يقول انا مستحيل اتحمله كيف كانت امى تتحمله طوال هذه السنوات.
وحينما وصل هذا الابن لعمر خمسة وعشرون عاما فكان يقول أصبحت اهرب من المنزل حتى لا اراه انه أصبح لا يطاق.
وحينما وصل هذا الابن لعمر الثلاثون عاما فكان يقول انا إذا رزقت بأولاد مستحيل اربيهم مثل تربية والدي لي.
وحينما وصل هذا الابن لعمر خمسة وثلاثون أصبح يقول انا احمد الله على انه قد رزقني بوالد مثل والدي هذا.
وحينما وصل هذا الابن لعمر أربعون عاما فكان يقول كيف كان والدي يتحمل عبء تربية الأولاد انه عبء ثقيل.
وحينما وصل هذا الابن لعمر خمسة واربعون عاما فأصبح يقول كيف كان والدي يتحمل ولا يشتكي؟
وحينما وصل هذا الابن لعمر الخمسون عاما رجع ليقول انا بالفعل احتجت خمسون عاما حتى ارجع لأول فكرة وأول انطباع ان والدي هو أعظم رجل في العالم.
رأيتم مدى رجوع الشخص لصوابه وانه لا يعلم أهمية والده في حياته الا عندما يمر علية اكثر من خمسون عاما او يفقده في أي مرحلة من مراحل عمره السنية حينها فقط يعلم ويشعر بالوحدة وربما القهر الاجتماعي فالوالد سند وظهر كبير لا يعوضه بديل مهما كانت ملامح شخصيته طيب القلب او عصبي المزاج او كريم او ربما بخيل وغيرها من الصفات الإنسانية المتغيرة أقول لمن فقد والده ترحم علية واطلب له الرحمة والمغفرة وأقول لمن لازال والده على قيد الحياة استثمر وجود والدك واجعله يشعر بالراحة وانه له أهمية ووجود في حياتك لم ولن تجد شخص في حياتك يحب لك الخير والتقدم كوالدك فوثق علاقتك به لأنه ربما تلتفت اليه ذات مرة فلا تجده .
وفقنا الله واياكم لما فيه الخير والصلاح