تامر حسني بين أزمة الكوميديا والغناء
بقلم : مها متبولي
يسيطر تامر حسني على فيلم “ريستارت” بدءا من الانتاج حتى التمثيل ومرورا بالغناء واختيار الأبطال ، ولا نجد لمخرجة الفيلم سارة وفيق أي حضور يذكر في العمل مما يفتح المجال لكثير من الانتقادات.
ورغم حضور مؤلف العمل أيمن بهجت قمر في ادارته للفكرة العامة أو الخط الرئيسي للأحداث وحرصه على أن تكتمل دائرة الصراع في الفيلم ، الا ان العمل يعاني من عدم الترابط في مشاهده.
ولا يحتاج المشاهد لمجهود لكي يدرك أن هناك مشكلة في السيناريو والمونتاج ، تتسبب في تفكيك أوصال العمل واصابته في مقتل والمشكلة هي وجود “حشو” ، في عدد المشاهد عبارة عن اسكتشات كثيرة لا مبرر لها ، مما أدى الى ترهل العمل .
كما يقع الفيلم في كثرة الاستظراف من خلال الايفيهات والجمل والالفاظ الجريئة
بما يدل بشكل قاطع على أن الكوميديا في الفيلم تعاني ايضا من المباشرة والسطحية وأنها مستهلكة الى حد بعيد وخاصة بالنسبة للشخصية التي يجسدها محمد ثروت .
ولولا تمثيل تامر حسني وطاقته الفنية ، وقدرته على الاضحاك ، وكذلك الكاريزما المرتبطة به، لما اكتسب العمل زخمه الخاص، واقبال الجمهور عليه.
كما تراجعت الأغاني في العمل ، وجاءت قليلة على غير المتوقع، ففي الوقت الذي قدم فيه تامر حسني في فيلم “عمر وسلمى ١” ثماني اغنيات نجد ان فيلم “ريستارت” لا يحظى بتلك الدرجة فلا نجد الا أغنية”المقص” الأغنية الحقيقية في العمل ، وهي الاغنية التي يحاول تامر من خلالها الخروج من دائرة الغناء التقليدي وقد نجح في اختيار رضا البحراوي ليشاركه فيها.
الأغنية من تأليف وتلحين تامر حسني نفسه و تجمع بين سهولة الكلمات وحلاوة اللحن ، وكسب بها المطرب الجمهور الشعبي بذكاء حيث تبدأ بالموال من مقام “بياتي” وتضع صوت تامر على قدم المساواة مع صوت رضا البحراوي وتتنوع فيها الموسيقى من صوت الأورج والصولات وآلات النفخ بمذافها الشعبي وتتعلق كلماتها بالاذان بمجرد سماعها :
” يا معانا يا مش معانا
ملناش في النص نص
عايز تقطع علاقتنا
خد يلا المقص وقص”.
أما اغنية”ممكن رقمك” فهي أغنية ترويجية مع هنا الزاهد أقرب لأسلوب اغاني المهرجانات في مباشرتها وسطحيتها وكذلك أغنية تامر مع مغني المهرجانات فارس سكر والتي جاءت في سياق العمل، بروحها المرحة وخروجها عن المألوف،لكنهما بعيدتان عن ثقل تامر حسني كمطرب والذي تعودناه في اعماله السابقة.
وبناء على ذلك اعتقد أن الغناء في العمل قد تراجع بقوة لحساب الاضحاك ، ويجب على “تامر” أن يعيد التفكير في شكله السينمائي ، ويعمل “ريستارت ” لصورته على الشاشة البيضاء.
