بقلم: خالد سالم
عندما التحقنا بالعمل في ماسبيرو في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، كان الشغف والأمل يملآن قلوبنا. كنا نتعامل مع النجوم والأدباء والشعراء والقيادات الإعلامية الكبيرة، وكان لنا مكانة متميزة في المجتمع. كنا نقضي معظم أوقاتنا في رحاب ماسبيرو، ولا نذهب لبيوتنا إلا للنوم.
مرت السنون، وانهارت المكانة والحلم. لا أعلم هل هناك خطة لذلك أم جاء من الإهمال وعدم الدعم؟ هل كان السبب كبت المبدعين وعدم مواكبة العصر والتطور الفكري والتكنولوجي؟ أم عدم الحصول على نصيبه من تورتة الإعلانات أو تهميشه؟ أم انهيار طاقة الأمل للعاملين وعدم حصولهم على حقهم الأدبي والصحي والمهني، وكذلك مكافآت نهاية خدمتهم؟
الأمل والحالة النفسية
في كتب التحليل النفسي الإيجابي (Positive Psychology)، يُذكر الأمل والتفاؤل كثيراً كدليل على أهمية هذه المشاعر في حياة الإنسان. وما يقولونه عن أهمية الأمل حقيقة لا يمكن إنكارها.
هناك نقطة أود إلقاء الضوء عليها: مدى ارتباط القدرة الجسدية بالحالة النفسية. الأمر خطير فعلاً. قد ينام شخص ما عدد ساعات كافٍ من النوم، ومع ذلك لا يريد الاستيقاظ للذهاب للعمل ويشعر أنه ليس لديه طاقة لذلك! في حين أن شخصاً آخر قد ينام ساعة واحدة ثم يقفز من سريره بسرعة للتحضير لرحلة ممتعة مع أصدقائه!
قد تجلس أمام الجهاز تظن أنه ليس لديك قدرة على العمل وليس لديك ما يكفي من الطاقة، في حين أن الحقيقة أنك لديك ما يكفي ويزيد، لكنك فقط ليس لديك رغبة في العمل على ما هو مطلوب منك في تلك اللحظة.
قوة التشجيع والتقدير
من الملاحظ أن معظم البشر يستطيعون بذل مزيد من الجهد عندما يجدون التشجيع، ويتوقفون عن العمل عندما لا يجدون التقدير الكافي. هذا أمر خطير جداً. ذهنك يفرض قيوداً على قدرات جسدك، أو على الأقل يوهمك بوجودها!
حكمة ابن القيم
يقول ابن القيم رحمه الله:
“الحُزن يُضعفُ القَلب، ويُوهنُ العزم، ويضر الإرَادة، ولا شَيء أحبُ إلى الشّيطان من حُزن المُؤمن…”
فتفاءلوا بالخير تجدوه، وشاركوه مع غيركم عسى أن يحيي نفساً أوشكت على الاستسلام.
في النهاية، يبقى الأمل هو الشعلة التي تضيء طريق النهوض مرة أخرى، وإن كان الطريق طويلاً وشاقاً.
