فيه نوع غريب من التضامن مبيحصلش غير قدام غرفة تطعيمات السعار بالمستشفيات الحكومية ناس من كل الأعمار ومن كل الطبقات… بيجمعهم شيء واحد بس “اتعضوا “
كل مرة بيحصل نفس السيناريو تقريبا عضة صغيرة خربشة مفاجئة صوت صريخ وبعدها بساعة بنقف كلنا في طابور المستشفى الحكومي نستنى المصل .. وهناك هتسمع قصص كتير جدا ااااا
بنت كانت ماسكة قطة متعصبة وراجل كبير اتعض من كلب خايف وشاب صغير عضه ببغاءه وهو بيحاول ينضف ريشه .. في الوقت ده الطابور مش بس انتظار الطابور بيكون عبارة عن حوار شعبي عفوي بين قلوب كلها بتنزف من نفس النوع من الحب حب مؤلم مزاجي عشوائي بس أصيل والسؤال المعتاد ال بنسأله لبعض انت جاي في ايه ؟ بمعنى تانى حيوانك نوعه ايه وايه ال حصل..!؟
والاجابات كثيرة “قطة عضتني وأنا باحاول احميها كلبي كان
بيلعب شد جامد ..أما أنا فكنت واقفة بضحكة ساخره في نهاية الطابور وبصوت عالى شويه كده رفعت ايدى و قولت انا نسناسة يا جماعة لالالاااامش انا ال نسناسة اقصد نسناستي خربشتنى عشان كانت ماسكه البسبور بتاعي وبتقطعه فاخدته منها بالعافية فخربشتنى وفجاءة صمت تام و باستغراب شديد نسناس وبعدين ضحكوا كلهم مش سخرية لا دي ضحكة “كلنا في الهوا سوا”ويلا جت سليمه
ورغم إن الحقنة بتخش في العضلة توقفها ورغم الوجع اللي بيشد في الضهر ويكهرب الكتف لكن الكل بيضحك ومبسوط و رغم الم الجرح في اللحظة دي بس بتحس إنك مش لوحدك إنه فيه ناس بتحب حيواناتها بنفس القدر من التهور والتسامح والانتماء بنحبهم رغم مزاجهم رغم جروحهم رغم خوفنا أحيانا لأن الحب الحقيقي مش دايما لطيف ساعات بيعض بس دايما بيرجع يحضن وساعات بيدي قبلة حب تسيب علامة وذكرى.