كتبت: نرمين نبيل
لم يكن اشرف منير مجرد اعلامي ولا كانت شقيقته امل منير مجرد مذيعة جميلة في شاشة التلفزيون المصري كانا معا روحين يسكنهما نفس النور ونفس الخوف من الوحدة ونفس الحب للحياة من خلال الكاميرا والكلمة
لكن الحياة لم تمنحهما الفرصة لوداع لائق رحلت امل اولا بهدوء يشبهها اصيبت بازمة صحية مفاجئة غابت عن الشاشة ثم غابت عن الدنيا وتركت خلفها اخاها ممزقا حائرا امام فكرة الفقد حيث انه لم يحتمل الفكره فظل طفلا في حبه لها في اعتماده الخفي عليها في خوفه من العيش بدونها بعد وفاتها دخل في صمت طويل لا يرد لا يتكلم فقط يهمس باسمها بينه وبين نفسه
وعندما كان يعزيه الأصدقاء كان يقول جملة واحدة فقط انا لا احتمل فراقها فهو اقسي من ان يوصف وجع لم اشهده من قبل و رحل اشرف بعد ايام قليلة لم يمت بمرض لكنه مات بالحزن مات لان قلبه لم يحتمل فكرة انها رحلت وكأن الحزن صار له اسم وصار له موعد وصار هو السبب في رحيله
من حضروا جنازته قالوا شكله كان مستني الرحيل ملامحه كانت هادية كأن الموت بالنسباله بمثابة باب رايح منه للي بيحبها كأنها كانت بتنادي عليه وهو راح
امل واشرف منير ما غادروش بس الحياة سابوا لنا درس قاسي عن معنى الفقد عن الحب اللي ممكن يوجع ويكسر ويرحل بصاحبه وكأنهم قرروا ينهو الحكاية مع بعض و كأن القدر رق قلبه عليهما فجمعهم معا من جديد