بابا حبيبي غيابك وجع مش قادرة أوصفه، وجع مش بيخف ولا حتى عارفه أتعود عليه.
السنين بتعدي بس الجرح جوه قلبي زي أول يوم، وأغسطس بالنسبالي بقى شهر الألم.. الشهر اللي روحي فيه اتكسرت للأبد.
بابا.. أنا فخورة بيك فخر مالوش حدود .
كل يوم بقابل بالصدفه ناس بيحكولي عن مواقف نبيلة وإنسانية عملتها معاهم، مواقف عمري ما كنت أعرفها وبتفاجئ إنك كنت بتعمل كل ده في صمت، من غير ما تحكي ولا مرة ولا حتى تلمّح.
ولا تعاير كنت بتدي بحب وبصدق وكأنك بتتنفس.. وده بيخليني أحس قد إيه أنت إنسان عظيم وكبير.
كل فكرة علمتهالي، كل كلمة قلتها، كل موقف شُفته منك.. ده الكنز والميراث اللي سايبهولي والي لا يقدر بثمن .
أنت كنت غني بعلمك، بثقافتك، بطيبة قلبك اللي كانت بتحضن الدنيا كلها، وبإنسانيتك وتواضعك ونبلك وبعطاءك اللي ملوش حدود.
واللي بيصبر ويفرح قلبي شوية يا بابا، إني لما بتكلم مع ابني محمد بلاقيك فيه.
بلاقي حبه للمعرفة والثقافة، والحكمه رغم صغر سنه ومنهجه في التفكير، والسلام الداخلي اللي كان ماليك، ماليه برضه وطيبة قلبه اللي عمره ما يعرف الانتقام او الحقد والكراهيه وحتى بنتي فريده بحنيتها وطيبتها، وبحالة النقاء والتسامح اللي جواها وانسانيتها وعطفها على الضعفاء وبكرهها للنميمة والغيبة.. بشوفك فيها.
وكأن القدر بيصالحني يا بابا.. حفيدتي اسمها “فرح محمد نوح”، زيي بالضبط.. أنا “سحر محمد نوح”.
بحس إن اسمك بيعيش بينا وإنك حاضر في كل تفاصيل حياتنا حتى لو مش شايفاك.
انت حاضر معانا في حكاوينا كل يوم بابا.. أنت عايش جوايا وفي كل نفس باخده.
أنت السبب إني لسه واقفة على حيلي وبعافر في الدنيا وحقيقي مش لاقية كلام يوصف قد إيه وحشني صوتك، نظرتك، وجودك اللي كان نبع الأمان.
ربنا يرحمك يا حبيبي ويسعدك في جنته ويجمعني بيك في مكان أجمل من الدنيا، عشان قلبي من يوم ما مشيت وهو مش لاقي نفسه .