شيء عجيب والله .. أن ننتظر حتى يظهر الرئيس عدم رضاه عن مستوى الأداء في الإعلام والثقافة والفنون كي نفكر في إيجاد الحل ! .. فهل استفقنا اليوم فقط على أن الفن المصري تحول من صناعة رائدة في كامل المنطقة إلى تجارة .. وليتها كانت تجارة محترمة مقبولة بل تجارة رخيصة ممولة من جهات لا يهمها المواطن المصري ولا صالح البلد في أي شيء .. من أسف سأل لعابهم فباعوا أنفسهم وبلدهم عند التلويح لهم بالدولار ! ..
إن كنا أحيانا نلوم وننتقد الرئيس والحكومة في بعض الأمور .. فإننا نلقي باللوم كله على طبقة المثقفين ( الفنانين والأدباء والشعراء والإعلاميين وصانعي الفكر القادرين على إحداث التأثير عموما ) .. من المفترض أنهم المؤهلون لحمل مشاعل التنوير وتشكيل الوعي وقيادة الناس نحو الأفضل .. هؤلاء تراجعوا وقت أن طلب منهم أن يتقدموا .. أين هم ؟! ..اختفوا وآثروا السلامة .. تركوا الوطن وهو في أشد الحاجة إليهم ..
الرئيس والحكومة يصلان الليل بالنهار في حركة دؤوبة لا تنقطع .. يخططان يبنيان يقيمان المشاريع يعمران يتحركان في كل اتجاه .. لكنهما لا يشكلان وعيا وليس مطلوبا منهم إلا بالقدر الذي يسمح .. إنه دور النخبة وقادة الفكر في الثقافة والفن والاعلام ..
لا يوجد نظام سياسي ناضج من غير نخبة مثقفة رشيدة تعي حجم المسئولية الملقاة على عاتقهم .. من شديد أسف رأيناهم متخاذلين ، مشرزمين ، منقادين ، انتهازيين ، صدق ومتسولين أحيانا ! .. بل وبشكل مقزز جدا لبعض الفنانين سقطوا سقوطا مخزيا في السنتين الاخيرتين تحديدا .. يا اخي حتى المعارض المثقف الوطني الشريف صاحب الرأي الناضج والفكر المسئول يجب أن يكون له دور بل ومؤهلا لقيادة الأمة وتحريك الجماهير وإحياء الشعور بالوطنية والانتماء ..
………………………………….. ومع ذلك لن نيأس .. فلعل بادرة الرئيس بمثابة حجر ألقى به في بركة مياه راكدة