لم يعد خافياً على أحد أن رياح الحرب تدق أبواب المنطقة، فالمخططات تُحاك في العلن والخفاء، والدول المعادية تتربص بمصر، تارة عبر ملفات المياه والسدود، وتارة عبر الفتن الداخلية، وأخرى عبر محاولات إقحامها في صراعات إقليمية تستنزف قواها. إن ما يجري حولنا ليس محض صدفة، بل هو نتاج إستراتيجيات مدروسة لإضعاف مصر، قلب الأمة النابض وسيفها الحاسم.
لقد كشفت السنوات الأخيرة أن الاستهداف مباشر، فكل ما يحدث من محاولات لحرمان مصر من حقها في مياه النيل، أو إشعال المنطقة بحروب بالوكالة، إنما يهدف إلى إسقاط الدولة المصرية أو جرّها إلى مستنقع لا عودة منه. لكن مصر، بتاريخها الممتد لآلاف السنين، وبجيشها العظيم الذي هو خير أجناد الأرض، أثبتت أنها صخرة تتحطم عليها المؤامرات.
ورغم التخاذل العالمي، الذي يظهر جلياً في صمت القوى الكبرى على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الأبرياء، ورغم ازدواجية المعايير التي جعلت دماء الفلسطينيين رخيصة، إلا أن هناك بارقة أمل بدأت تلوح في الأفق، تمثلت في القبض على أحد قادة جيش الاحتلال في هولندا بتهمة ارتكاب جرائم حرب. إنها رسالة بأن العالم قد يستيقظ، وأن العدالة مهما طال ليلها لا بد أن تشرق شمسها.
إن مصر لا تنتظر إذناً من أحد للدفاع عن نفسها، فهي صاحبة قرار وسيادة، ورئيسها وجيشها وشعبها على قلب رجل واحد، يعرفون جيداً معنى الوطن وواجب الذود عنه. الاستعداد قائم، واليقظة في أعلى مستوياتها، فلا مكان للغافلين في زمن تتبدل فيه التحالفات وتشتد فيه التهديدات.
لتكن الرسالة واضحة:
من يقترب من حدود مصر.. يحترق.
من يحاول العبث بأمنها القومي.. يندثر.
من يتوهم أن مصر ستضعف.. فهو لم يقرأ تاريخها جيداً.
الحرب قد تكون قادمة، لكننا لا نخافها، فنحن أبناء حضارة صاغت التاريخ، وجيش أقسم أن يحمي الأرض والعرض. سنبقى على العهد، نرفع راية الوطن خفاقة، ولتكن الكلمة الفصل:
تحيا مصر، ويحيا جيشها وشعبها ورئيسها.حفظ الله مصر حفظ الله الوطن.



