النهارده شُفت مشهد عمره ما هيتنسى من دماغي…عربية فخمة مولعة والناس كلها واقفة تتفرج وتصور كأنها فرجة!أنا كمان وقفت لحظة أتصور، لحد ما عيني وقعت على صاحب العربية…راجل قاعد على الأرض، مش بيجري ولا بيزعق، بالعكس… مستسلم تمامًا.
استغربت وافتكرت الطفاية اللي في عربيتي، جريت أقول للناس:”يلا يا جماعة ساعدونا، لسه في أمل!”بس لقيته بيقول بكل هدوء ودموعه نازلة:”مش هتهدى… مش هتنطفي… دي دعوة مظلوم.”
الكلمة دي هزّتني من جوا.
كنت بشوف النار قدامي، لكن هو كان شايف حاجة أعمق… كان بيعتذر لحد في التليفون بصوت مكسور:”أنا غلطان… حقك عليا… ظلمتك، وربنا جابلك حقك فيا… مستنيك في المكتب، وحقك عليا.
“ساعتها اتأكدت إن في نار أشد من نار العربية… نار الظلم اللي بيولّع القلب قبل أي حاجة تانية.
وتعلمت الدرس اللي كان مكتوب قدامي بالنار والدخان: إياك وظُلم حد، لإن دعوة المظلوم ملهاش حجاب عند ربنا.
وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ