بقلم / سيد الأسيوطي
لم تكن العلاقة المصرية البريطانية يومًا علاقة طبيعية يسودها الاحترام المتبادل، بل ظلت على الدوام مشوبة بالتوتر والشكوك، منذ أن وطأت أقدام الاحتلال البريطاني أرض مصر عام 1882، وحتى ما بعد الجلاء.
ورغم محاولات بريطانيا المستمرة لإظهار وجهها الدبلوماسي، فإن التاريخ يكشف حجم الحقد الكامن في السياسات البريطانية تجاه مصر.
لقد أدركت بريطانيا أن مصر هي مفتاح المنطقة ومركز الثقل في العالمين العربي والإفريقي، ولذلك لم يكن غريبًا أن تبقى القاهرة في مرمى محاولاتها السياسية والاستخباراتية.
وما يدور الآن خير شاهد على استمرار هذا النهج، حيث تستمر لندن في تقديم الدعم المباشر وغير المباشر للجماعات المتطرفة والمعادية لمصر، وكان آخرها حادثة القبض على شاب مصري متطوع لحماية السفارة المصرية في لندن من عمليات تحريض وتجمهر لبعض من يدّعون التضامن عبر حصار السفارة والمطالبة بفتح معبر غزة.
إن التساؤل المشروع هنا: ماذا تريد بريطانيا من مصر؟الإجابة تكمن في الحقد التاريخي الممتد منذ أن دعمت مصر حركات التحرر الوطني التي أطاحت بالاحتلال البريطاني والفرنسي والإيطالي في إفريقيا والوطن العربي.
فقد كانت مصر في الخمسينيات والستينيات ركيزة أساسية في تحرير شعوب القارة من الاستعمار، وهو ما جعلها العدو الأول للمخطط الاستعماري الغربي.
التقارير الدولية والإقليمية تؤكد أن بريطانيا لا تزال تحتضن على أراضيها قيادات لجماعات متطرفة، وتوفر لهم الملاذ السياسي والإعلامي، الأمر الذي يتعارض مع القوانين الدولية الخاصة بمكافحة الإرهاب.
كما تكشف الإحصاءات الأممية أن بريطانيا واحدة من أكثر الدول الأوروبية التي تستضيف جماعات معادية لدولها الأم، وهو ما يضعها في موضع المتواطئ أكثر من كونها وسيطًا نزيهًا.
إن مصر اليوم أكثر وعيًا وصلابة، وتدرك أن هذه المؤامرات ليست سوى امتداد لصراع تاريخي قديم، وأن الشعب المصري الذي أسقط الاحتلال من قبل قادر على مواجهة كل أشكال التدخل والابتزاز.
فمصر لم ولن تسمح لأحد أن يملي عليها مواقفها أو يساومها على أمنها القومي ومصالحها العليا.حفظ الله الوطن وتحيا مصر بوحدتها دائما وابدا رغم أنف المفسدين والحاقدين والمتربصين.
” تنويه”هذا المقال جزء من فصول كتابي الجديد «المؤامرة مستمرة.. مصر في مرمى المؤامرات».
حقوق الطبع والنشر والتوزيع محفوظة.