هل كان مصطفى العقاد المقصود من تفجير الفندق في عمان ؟ طرأ على ذهني وأنا أشاهد هذا الحشد الضخم من النجوم في فيلم ” الرسالة ” الذي عرض من أيام قليلة في ذكرى المولد النبوي الشريف ..
رأينا البراعة الفائقة في السيناريو والإخراج والتصوير والمؤثرات الصوتية التي تذكرنا بأعظم الأفلام العالمية فأجد أن وراء هذا العمل الجبار مخرج عالمي عظيم أيضا هو السوري الذي يحمل الجنسية الأمريكية مصطفى العقاد ..
الفيلم من إخراجه وإنتاجه .. أما العمل الآخر الذي لا يقل روعة وإبهارا فكان فيلم ” أسد الصحراء ” عن قصة المجاهد العظيم عمر المختار ..
إلى وقت قريب كنت أحتفظ بنسختي شريط الفيديو لهذا الفيلم الذي لا أمل من مشاهدته أبدا ..
استعان فيه العقاد بعمالقة عظام على رأسهم الفنان العالمي ” أنتوني كوين ” ثم القديرة ” إيرين باباس ” التي أكاد أشك في نفسي عندما أراها تمثل دور المرأة البدوية .. رهيبة ! .. كان ذلك للنسخة الأنجليزية ..
أما النسخة العربية فكانت للعملاق عبد الله غيث والرائعة منى واصف .. للعقاد مقولة شهيرة جدا تبين سبب اتخاذه هذا النمط الفني وهو إنتاج الفيلم بنسختين أحداهما عربية والأخرى إنجليزية ..
يقول : لكي يقتنع الغربيون بقضيتنا وبالظلم الذي لحق بنا كان لابد من تقديم العمل الفني من خلال وجوه يعرفونها ويحبونها فلا أحد في الغرب سيشاهد فيلما عن العرب يقوم به العرب وبهذه الطريقة نقوم بلفت نظرهم وحثهم على مشاهدة ما نقدمه وبالتالي تفهم حقيقتنا ومعرفة قضايانا ..
كان فنانا فيلسوفا له رؤيته ولا يقدم إلا الأعمال التاريخية الهادفة ..
قبيل وفاته كان يعد لإنتاج عمل ضخم عن البطل صلاح الدين الأيوبي فقد كان يرى فيه أنموذج المقاتل المسلم الذي يحمل كثيرا من المثل والأخلاقيات لا كما يراد له و تصوره آلة الإعلام الغربية الصهيونية ..
اختار الممثل العالمي ” شين كونري ” ليقوم بدور صلاح الدين ..
أيضا كان يجهز لعمل كبير عن فتح المسلمين للأندلس ودورهم التنويري العظيم من نقل العلوم والآداب والفلسفة وغيرها من أدوات الفكر وحتى السلوك الحضاري للمسلمين إلى قلب القارة الأوروبية ..
مصطفى العقاد أدرك أن للسينما دورا خطيرا في توصيل الحقيقة إلى الناس ..
من أجل ذلك كان الميل إلى أن التفجير الانتحاري الذي أودى به وبابنته وعدد كبير أثناء حفل زفاف كان مدعوا إليه أنه هو المقصود به تماما وأنه عمل مخابراتي مدبر مائة بالمائة .. …………………
الصورة يتوسط فيها العملاقين أنتوني كوين وعبدالله غيث