في هذا الشهر إبني هيتم إن شاء الله سنتين.
و في نفس الشهر أتم الكابتن طارق يحيىٰ عامه الرابع و الستين.
من كام يوم كنت في حفل تخرج دفعتي اللي بأدرسها.
في الحفلة متسجل فيديوهات لأولياء أمور الطلبة بيجاوبوا فيها على أسئلة زي:-
إيه أكتر حاجة بتحبوها في ولادكم؟- إيه أكتر موقف مضحك حصل ما بينكم؟ – إيه أكتر صفة بتشوفوها حاضرة في ولادكم؟ و في نفس الوقت في فقرة أخرى، كانت أسئلة شبيهة للطلبة نفسهم بس الإجابة متسجلة في رسالة صوتية مش فيديو.
أنا تخيلت إجابات من نوعية بابا عملي و ماما سويتلي و تعبوا و شقيو علشاني.
الحقيقة إن الإجابات كانت من نوع “شكراً يا ماما إنك طول سنين المدرسة بتصحي الصبح تعملي لنا ليمون بالعسل”.
أو “شكراً يا بابا إنك كنت بتوصلنا كل يوم المدرسة الصبح”.
إجابات سهلة و بسيطة و كلها بتحوم حوالين ذكريات الولاد مع أهاليهم.
مش مهم فين ولا بيعملوا إيه، ولا نوع الحاجة اللي بيعملوها. المهم إنه كان وقت مشترك ما بينهم.
أبويا كان بياخدنا معاه التمارين و إحنا صغيرين في نادي مزارع دينا.
كنت بأشرب شاي مليااان سكر و أنا عندي ٥ سنين مثلاً و كابتن عصام بهيج الله يرحمه يديني واحدة “Halls” كاملة كلها سكر برضه.
أبويا كان بياخدنا نادي الزمالك نقعد في قاعدة كورة فيها كباتن النادي كلهم أبو رجيلة و نبيل نصير و إبراهيم يوسف و أحمد عبد الحليم و غيرهم كتيييير تقعد تسمع أراء في الكورة و في الحياة أكبر من سنك بكتييير.
كنا نادراً لما بنسافر نصيف في أي حتة علشان الموسم الكروي دايماً بيبدأ في الصيف، بس كانت أمي بتعوضنا بأسبوع أو أسبوعين مع جدي الله يرحمه و جدتي ربنا يديها الصحة و بقية العيلة.
الواحد مبيفهمش تعب الأب و الأم غير لما يكبر، و مش بيحس بيه و يلمسه غير لما يخلف.السنة دي أول سنة أفهم الراجل ده تعب قد إيه علشانا.
و أول مرة أفهم إصرار أمي إنه ياخدنا معاه و نقضي وقت حتى لو بس حواليه، و إصرارها إنه عمره ما يسافر لعقد عمل خارجي بالرغم من كل الفرص اللي جاتله، طالما في فرصة للرزق هنا.
كانت تقوله “علشان قرشين زيادة متقعدش معانا؟ مستورة و الحمد لله مش لازم تسافر خليك جنبنا”.
الوقت هو أقيم حاجة تديها لبيتك و عيالك، و بالرغم من إنه كان لا يمتلكه إلا إنه لو بأسجل أنا الرسالة في الحفلة كنت قولت له الكلام ده. شكراً على وقتك و على الذكريات اللي خلقتها في وجداننا من غير ما تحس.
كل سنة و إنت طيب يا كابتن طارق ملحوظة: الصورة من مباراة الشرقية للدخان و الشرطة، بعد فوز الشرقية للدخان ٥-٣ في ملعب الشرطة، بعد سنتين عمل مع نادي الشرقية للدخان بدون قيد أي بعدد صفر لاعبين جدد، بعد فقدان ٤ لاعبين أساسيين من الموسم الماضي منهم ٣ راحوا دوري ممتاز، بعد تصعيد أكتر من ناشيء و بتشكيلة فيها ٦-٨ لاعبين تحت السن.