فالرئيس ليس محسوبا على أحد ولا يشغله سوى المصلحة العليا للوطن ولا شيء غيره الآن .. ولو دققت النظر قليلا ستجد أن حملة التطهير القائمة الآن ضد أباطرة الفساد معظمها موجه إلى رموز الحزب الوطني القديم ووليده غير الشرعي ” مستقبل وطن ” .. فكيف يمكن أن نقبل هذا الادعاء الذي في رأيي يراد به النيل من شخص الرئيس ! ..
المسألة ببساطة أن ما يحدث من تخريب للممارسة السياسية بتعمد واضح هو نتيجة طبيعية للغاية لدستور معيب وضعته لجنة الخمسين المشكوك في أمر معظم أعضائها وانتماءاتهم وولاءاتهم أصلا .. أو على الأقل قل مشكوك في قدراتهم التي تؤهلهم لصياغة دستور ينظم حركة الحياة لبلد كبير ومهم بحجم مصر ويرسم لها سياساتها في الداخل والخارج .. الرئيس بأدبه المعهود وصف هذا الدستور أنه صيغ بحسن نية ولم يزد عن ذلك ! ..
عموما هذا أحد أهم عيوب الديمقراطية .. أنها قد لا تأتي بالأصلح أو الأكثر حرصا على مصلحة البلاد .. أليست هي من جاء بفصيل الإخوان لحكم البلاد وهو أصلا فصيل إقصائي لا يؤمن إطلاقا بجوهر ومضمون الديمقراطية ولا يعرف سوى السمع والطاعة في المنشط والمكره كما يقولون ! ..
صدقني لن أستغرب أبدا لو سيطر رموز الحزب الوطني بشكله الجديد ” مستقبل وطن ” على مجلس النواب القادم .. ولا حتى تيار الإسلام السياسي .. لا أستبعد عودتهم مرة أخرى
الخلاصة :
تغيير الدستور موضوع حيوي وملح جدا إن أردنا لهذا البلد التطور والانتقال إلى صفوف الدول المتقدمة ..