بقلم : الكاتب والسياسي/ سيد حسن الأسيوطي
في عالمٍ يموج بالأزمات والصراعات، تتصدّر مصر اليوم كدولةٍ تقود التوازن وتدافع عن الاستقرار، برؤيةٍ واعيةٍ ومواقفَ راسخةٍ تنطلق من إيمانها بدورها التاريخي ومسؤوليتها تجاه محيطها العربي والإقليمي والدولي.
فمنذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي قيادة الدولة المصرية، ظهرت مدرسةٌ جديدةٌ في إدارة السياسة الخارجية تقوم على الدبلوماسية الرئاسية الواعية، التي تجمع بين الحنكة السياسية، والرؤية الاستراتيجية، والتواصل المباشر مع قادة العالم.
لم تعد مصر مجرد مراقبٍ للأحداث، بل أصبحت صانعةً للتوازنات الإقليمية والدولية، تدافع عن مصالحها ومصالح أشقائها، وتحافظ على الأمن القومي العربي في زمن التحولات الكبرى.
اتسمت الدبلوماسية الرئاسية المصرية خلال السنوات الأخيرة بالقدرة على الجمع بين الحزم والمرونة، وبين الدفاع عن الثوابت الوطنية ومدّ جسور التفاهم والحوار.
ففي عالمٍ تتشابك فيه الأزمات، ظهرت مصر كصوتٍ عاقلٍ يدعو إلى السلام العادل، ويرفض منطق الهيمنة أو التدخل في شؤون الدول.
من شرم الشيخ إلى القاهرة، ومن الخليج إلى روسيا، ومن نيويورك إلى باريس، كان حضور مصر فاعلًا بقوة عبر قيادةٍ تُجيد قراءة المشهد العالمي، وتتعامل معه بمنهجيةٍ متزنةٍ ومسؤولة.
وفي موازاة هذا الحراك الدبلوماسي النشط، تواصل المخابرات العامة المصرية أداءَ دورها الوطني بكل اقتدارٍ ومسؤولية.
فهي لا تعمل فقط لحماية الأمن القومي الداخلي، بل أصبحت جهازًا محوريًا في معادلة الأمن الإقليمي والعالمي.
من وساطاتها المستمرة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، إلى جهودها في تحقيق المصالحة الفلسطينية، إلى دورها في الملفات الليبية والسودانية، تؤكد المخابرات المصرية أنها ذراعُ الدولة القوية، تعمل في صمتٍ من أجل الحفاظ على حياة الشعوب واستقرار الأوطان.
وتتوسع الجهود المصرية كذلك في التعامل مع الملفات المعقدة مثل أزمة سد النهضة، التي تمس الأمن المائي لمصر والسودان، حيث تتبنى القيادة المصرية نهجًا متوازنًا يجمع بين الحكمة السياسية والحزم في الدفاع عن الحقوق التاريخية، في إطارٍ من الحوار والمسؤولية الدولية.
كما تتابع مصر عن كثب التطورات الإقليمية والدولية المتعلقة بملف إيران وبرنامجها النووي، وتشارك بفعاليةٍ في الجهود الرامية إلى منع الانتشار النووي عبر التعاون البنّاء مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تأكيدًا على موقفها الثابت الداعي إلى إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.
إن العلاقة التكاملية بين مؤسسة الرئاسة والمخابرات العامة تمثل نموذجًا فريدًا في إدارة الدولة المصرية الحديثة.
فالرؤيةُ الاستراتيجيةُ التي يضعها الرئيس السيسي تجد في جهاز المخابرات التنفيذَ الواعي والخبرةَ الميدانية الدقيقة.
وهذا التكامل صنع لمصر مكانةً متقدمةً على خريطة العالم، وجعلها نقطةَ ارتكازٍ للاستقرار الإقليمي، وصوتًا مسموعًا في قضايا الأمن والسلم الدوليين.
اليوم، حين تنظر الشعوب إلى المشهد المضطرب في منطقتنا، تدرك أن مصر تمثل حجر الزاوية في معادلة الأمن والسلام.
فبدبلوماسيةٍ رئاسيةٍ رشيدة، ومخابراتٍ وطنيةٍ محترفة، استطاعت أن تحافظ على اتزانها وسط العواصف، وأن تُعيد الثقة في قدرتها على قيادة الجهود من أجل عالمٍ أكثر أمنًا وعدلًا وإنسانية.
فمصر اليوم لا تدافع عن حدودها فقط، بل عن مبدأ العدالة والاستقرار في عالمٍ يفتقد التوازن.
