الأحساء
زهير بن جمعة الغزال
أوضح ذلك المهندس ماجد ابوزاهرة
يراقب العلماء عن كثب مساء اليوم الاربعاء 05 نوفمبر 2025 زخة شهب الثوريات الجنوبية وهي في ذروة نشاطها حيث ستعبر السماء كرات ضوئية بطيئة ومتوهجة تعد من أجمل مشاهد الخريف الفلكية. لكن خلف هذا الجمال الطبيعي قد يكمن تحذير علمي مثير للانتباه.
تبلغ الزخة ذروتها في ظروف رصد غير مثالية إذ يتزامن الحدث مع وجود القمر في طور البدر المكتمل ما يعني أن سطوعه القوي سيؤدي إلى طمس معظم الشهب الخافتة ولن يكون بالإمكان رؤية سوى الكرات الضوئية الساطعة التي تشتهر بها زخة الثوريات عادة.
تنشأ هذه الزخة من مذنب إنكي وهو مذنب قصير الدورة يخلف خلفه عبر آلاف السنين حطام من الغبار والصخور الصغيرة التي تدخل الغلاف الجوي الأرضي وتحترق مكونة الشهب المعروفة. إلا أن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن تيار الثوريات قد يخفي بين طياته شيئاً أكثر خطورة.
فقد بينت نماذج وضعها علماء الكواكب وجود ما يسمى بـ «العنقود الرنيني للثوريات» وهو تجمع نظري لأجسام كبيرة نسبياً محاصرة في تأثير جاذبي متبادل مع كوكب المشتري. تدور هذه الأجسام حول الشمس بنسبة 7:2 مقارنة بدوران كوكب المشتري أي أنها تكمل سبع دورات مقابل كل دورتين له. هذا الارتباط الجاذبي قد يؤدي إلى تكدس الحطام في جيوب كثيفة داخل التيار.
تشير الحسابات إلى أن الأرض قد تمر بالقرب من إحدى هذه الجيوب في عام 2032 ومرة أخرى في عام 2036 وإن صحت هذه التقديرات فقد تحتوي تلك الجيوب على كتل صخرية بقطر عشرات الأمتار قادرة على التسبب بانفجارات جوية هائلة شبيهة بانفجار تشيليابينسك عام 2013 أو حتى حادثة تونغوسكا عام 1908 التي أطلقت طاقة تعادل ملايين الأطنان من مادة تي ان تي. ورغم أن هذه الأجسام ستنفجر غالباً في الغلاف الجوي إلا أن موجات الصدمة الناتجة يمكن أن تحدث أضراراً ملموسة على سطح الأرض.
يدعو علماء الفلك الآن إلى إجراء أرصاد مسح خلال الفترات التي تقترب فيها الأرض من تيار الثوريات إذ أن وجود هذا العنقود – إن تأكد – قد يعني ارتفاعاً مؤقتاً في مخاطر الأجسام القريبة من الأرض وهي أجسام لا ترصدها مشاريع المسح الحالية بسهولة.
لذلك وبينما يمكن للمهتمين الليلة محاوله رصد شهب الثوريات بأمان تام فإنها في الوقت نفسه تذكير بمدى تعقيد وتحول بيئة النظام الشمسي من حولنا.



