كنت رئيساً لقناة الزمالك، تعرفت على أغلب نجوم النادي القدامى والجدد و من بين هؤلاء محمد صبري، كان أغلب من في حجمه ووزنه كأحد نجوم الزمالك الذين تميزوا في التحليل الرياضي والتقديم لهم طلبات معينة، مثل الحصول على أجازة أو الإعتذار عن عدم المشاركة في حلقات بعينها، أو زيادة المرتب، أو مكافآت، كان محمد صبري واحداً من هؤلاء الذين لم يعتذروا، ولم يطلبوا زيادة في المرتب ولا مكافآت، سألته يوماً..
أنت لا تطالب بشيئ مثل باقي زملائك ؟ فقال..
عندما إلتحقت بالعمل في القناة لم أحدد مرتبي، وفوجئت بمرتب يرضيني، هذا المرتب مع مرتب زوجتي يكفي أسرتي.
محمد صبري كان يصنع البهجة أينما حل، يشارك الكبار والصغار أزماتهم وأفراحهم، ولم يختلف إثنان على حسن أخلاقه ورقيه.
سألته..هل ترغب في تقديم برنامج إلى جانب مشاركتك في الإستوديو التحليلي ؟ فقال..أثق في خبرتك، فإن كنت ترى أنني أصلح لتقديم برنامج فهذا شرف لي..وإنت كنت تشك ولو للحظه أنني لا أصلح فلا داعي لتقديم تجربة مشكوك في نجاحها. تركت قناة الزمالك..
وآفة مجالنا أنك إذا تركت مكاناً تركك من فيه إلا من كانت علاقتهم بك لا تقتصر على مصلحة، محمد صبري كان أول المهنئين عندما تركت القناة وذهبت لرئاسة قناة أخرى، ولم ينقطع تواصله معي حتى الأحد الماضي، واتفقنا على لقاء نحدده سوياً في أكتوبر أو المعادي أو المقطم حيث يسكن، أو مدينة العبور حيث أسكن( أجيلك أي مكان تختاره وفي أي وقت يناسبك ) هكذا قال.
اليوم استيقظت على خبر وفاته، تشككت في الخبر، ثم بالبحث تأكد الخبر.
خبر الوفاة هزني من الداخل، فارقنا أحباب كثر، وسوف نفارق عندما يحين الموعد، لكن الموت المفاجئ يتأثر به أكثر من اكتوى بناره.
وداعاً محمد صبري، وداعاً يا ابن البلد يا جدع يا راقي يا حبيب الكل.



