إن الملايين من الدولارات لا تحمي أحدا من الشيخوخة والعمى والمرض والموت فالسيد وخادمه يمرضان بالأنفلونزا ويمران بنفس الأعراض بل نرى السيد يعاني دائما أكثر من الخادم ويستنجد بعشرات الأدوية والعقاقير ويجمع حوله الأطباء وقد لا يفعل له العلم ولا الطب شيئا مع أن الأنفلونزا مرض بسيط تافه وهي دلالة على ضعف الإنسان وحاجته وفقره الحقيقي لله مهما كثرت في يده الأموال وتعددت الأسباب ومن منا ليس فقيرا إلى الله وهو يولد محمولا ويذهب إلى قبره محمولا وبين الميلاد والموت يموت كل يوم بالحياة مرات ومرات فأين الأكاسرة والقياصرة وأين امبراطورياتهم فالظالم والمظلوم كلاهما رقدا معا والقاتل والقتيل لقيا معا نفس المصير والمنتصر والمهزوم كلاهما توسدا التراب إنتهى الغرور إنتهت القوة فقد كانت مجرد كذبة ذهب الغنى فلم يكن غنى بل كان وهما فالعروش والتيجان والخرز والحرير والديباج كل هذا كان ديكورا فلا أحد قوي ولا أحد غني إنما هي لحظات من القوة تعقبها لحظات من الضعف يتداولها الناس على اختلاف طبقاتهم لا أحد لم يعرف لحظة ذل ولحظة ضعف ولحظة خوف ولحظة قلق فمن لم يعرف ذل الفقر عرف ذل المرض أو ذل الحب أو تعاسة الوحدة أو حزن الفقد أو عار الفضيحة .
كل عام وانتم بخير 2025



