الأحساء
زهير بن جمعة الغزال
أوضح ذلك المهندس. ماجد أبو زاهرة
يعد فصل الشتاء في الوطن العربي من أنسب الأوقات لرصد واحدة من أجمل الظواهر البصرية في السماء وهي هالة الشمس الضوئية حيث تظهر حلقة تحيط بقرص الشمس وتزين قبة السماء بمشهد لافت للنظر.
تتخذ الهالة الشمسية شكلاً دائرياً يبلغ نصف قطره الزاوي نحو 22 درجة وهي ظاهرة ضوئية جوية ناتجة عن تفاعل ضوء الشمس مع بلورات الجليد الموجودة في السحب الرقيقة الباردة عالية الارتفاع. ورغم أن الطقس على سطح الأرض قد يكون دافئاً إلا أن الهواء في طبقات الجو العليا على ارتفاع يقارب 6 إلى 13 كيلومتراً يكون شديد البرودة ما يسمح بتكون هذه البلورات الجليدية.
بلورات الجليد تكون عادة طويلة ونحيلة تشبه أقلام الرصاص ذات ستة أوجه سداسية وتعمل كمناشير ضوئية دقيقة تقوم بكسر ضوء الشمس عند دخوله إليها وخروجه منها وقد يتشتت الضوء إلى ألوانه المختلفة قبل أن يغادر البلورة في اتجاهات محددة.
عندما تتواجد ملايين البلورات الجليدية داخل سحب رقيقة ضبابية من نوع السحب العالية تتشكل هالة الـ22 درجة المعروفة ويلاحظ أن الحافة الداخلية للهالة تميل إلى لون أحمر خافت، بينما تتلاشى الألوان تدريجياً باتجاه الخارج، كما تبدو السماء داخل الهالة أغمق نسبياً نتيجة غياب البلورات الجليدية التي تسهم في كسر الضوء في تلك المنطقة.
تتميز الهالة الشمسية بثبات قطرها الزاوي إذ تظهر دائماً بالحجم نفسه بغض النظر عن موضع الشمس في السماء وقد تشاهد أحياناً على شكل أجزاء من دائرة غير مكتملة وفي ظروف البرودة الشديدة يمكن أن تتكون هالات مشابهة حول مصادر الضوء الأرضية مثل أعمدة الإنارة، نتيجة وجود بلورات جليدية دقيقة جداً تُعرف باسم غبار الألماس تطفو في الهواء القريب من سطح الأرض.
وتوجد ظواهر ضوئية أخرى تختلف في آلية تشكلها إذ ترتبط بقطرات الماء بدلاً من بلورات الجليد مثل قوس قزح وكذلك حلقات ضوئية أصغر تحيط بالشمس تعرف باسم الإكليل الضوئي والتي تنتج عن حيود الضوء حول قطرات مائية دقيقة جداً.
يجدر التنبيه إلى أن رصد الهالات الشمسية أو أي ظاهرة ضوئية قريبة من الشمس يتطلب حماية العينين فلا يجوز التحديق في الشمس ولو لثوان معدودة ويفضل حجب قرص الشمس خلف حافة مبنى أو جسم ثابت أثناء الرصد أو التصوير مع توخي الحذر الشديد عند استخدام الكاميرا إذ إن النظر إلى الشمس عبر معين الرؤية قد يسبب ضرراً بالغاً للعين.



