كتبت وصيتي، واخترت مكان العزاء انتظاراً للموت الأبدي
فانا هنا أموت في كل لحظة ، تركت جسدي ينهار ، والحزن يعشش في تلافيف القلب ، ما عادت الأشياء طازجة ولا تثير الشهية .
أنثى نسيا منسيا ، ذهبوا جميعا و تركوني في الخلف أجتر الدمع ، اتحدث للغرباء ، أرسل لهم إشارات الترحيب بأظافري غير المرسومة ، كأنني هيكل عظمي يحركونه ليضحك الجميع بهستيريا خوفا من كوني حقيقة مرعبة .
أسقط في هوية مخيفة ، أصرخ وأحيانا ابكي ولا أحد يسمعني ، أقتل نفسي أمامهم ولا أحد يهتم ،
شبح خرج من نعشه يتحاشى التعاويذ حتى لا يعود للظلام ،
يختنق صوتي كلما أشعلوا شمعة خوفا من ظهوري ، جن يخشونه بالبخور و آيات القرآن ، لأصبح طقوس جنائزية كتبها أنوبيس للعالقين .
عالقة بين عالمين ، رؤية الضوء مؤلمة ، يوم ولادتي ضربوني على ظهري كي اصرخ للحياة ، ويوم وفاتي ضربوا قلبي كي أعود للحياة ، لكنني هنا لست حية ولا ميتة ، عالقة بين البين . خنقت صوتي فانا المغتصبة في كلا الحالتين ، مجرمة عن عمد مع سبق الإصرار من العادات .
كتبت وصيتي
اخترت مكان عزائي ، فأنا الفانية التي انتظرت موتها كل يوم ، لكن قبل ان أكون نسيا منسيا ، كنت انا وباء تخافون منه لأنني مختلفة ،
كنت امرأة تعشق الحياة ، تملؤها الرحمة و الحب بما يرضي ربي ، لم أكن يوما عدوى تصيبكم ، تحولت إلى إنسان بلا حول لي ولا قوة ، موتي لن يؤثر .
أحيا كميتة، ربما كميتة أحيا ، كتبت وصيتي واخترت مكان العزاء