انتشرت خلال السنوات الأخيرة تقافة جديدة على الشعب المصرى ، هى ما يسمى بثقافة التسول ، وهى بلا شك تختلف عن التسول التقليدى الذى انتشر وتحول الى عصابات تجنى الملايين من وراء احسانات الناس خاصة الفقراء منهم .
نعود الى ثقافة التسول ونراها فى أعلى المستويات الاجتماعية فى مصر فى الأدب والفن والسياسة والعلوم الاجتماعية وجميع مناحى الحياة فنجد أديباً كبيراً يتسول ان ترشحه احدى الهيئات المنوط بها الترشح لجائزة ما ولتكن جوائز الدولة الكبرى من الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية .
وما ان يحظى بالترشيح حتى ينتقل الى مرحلة أخرى ، وهى مرحلة السعى الى الفوز بالجائزة ، ويبدأ حملة جديدة من التسول فى الاتصال بأعضاء اللجان المانحة للجائزة لكى يطلب منهم تأييده ودعمه بالجائزة ، وهو لا يتوانى هنا ولا يتورع عن استخدام جميع اسلحة التسول من تذلل وتدن واستخدام اغلظ الأيمانات التى تصل الى القسم بالمصحف .
واذكر منذ سنوات ان رشح رئيس احدى النقابات نفسه لجائزة الدولة التقديرية واتصل بكل اعضاء اللجنة يطلب من كل منهم القسم انه سيعطيه صوته ، مؤكدا لهم علمه انه لن يحصل على الجائزة وكانت المفاجأة انه حصل علي الجائزة من أول تصويت .
ليس هذا فقط بل حدث ولا حرج فهناك ممثلات يقدمن الهدايا للجان التحكيم للفوز بالجوائز . ولا أدرى ما شعور من فاز بجائزة لا يستحقها . أو نال وساما هو يعلم انه أبعد ما يكون عنه.
أو يحصل على منصب كبير لأنه قريب هذا أو صديق ذاك ، أو نجح فى الوصول الى اولى الأمر ، خاصة وان هناك وزراء يصلون الى مناصبهم عن طريق التسول .
إن مواجهة ثقافة التسول التى انتشرت فى كافة المستويات العليا فى المجتمع أهم كثيرا من مطاردة المتسول الفقير الذى اضطرته الحاجة الى مد يده لكى يحصل على الفتات الذى يقتات منه .
مواجهة ثقافة التسول تنقذ مصر من قيادات لا تستحق ولا تملك مواصفات الشخصية القيادية . فمن يصل الى منصبه عن طريق التسول لا يمكن ان يقبل من مرؤوسيه إلا ان يكونوا مثله متسولين .
كل عام وانتم بخير 2025