بقلم: خالد سالم
لما بتسمع أغنية وردة “احضنوا الأيام”، بتحس إن الزمن بيوقف لحظة، وبيفكرنا إن كل دقيقة بتمشي، عمرها ما هترجع. الأغنية دي مش بس لحن و كلمات، دي وجع، وندم، وحنين، وعتاب، وطلب بسيط: ما تسيبوش اللحظة تهرب منكم.
كانت “ليلى” بتحب “كريم” من أيام الجامعة. قصة حب بسيطة، نقية، فيها انتظار و غرام و تليفونات و رحلات و احلام و ضحك ولعب وجد و حب و اغاني و اشعار ، وسند في لحظات الضعف، ورسائل بخط الإيد فيها قلوب مرسومة بخجل. لكن زي كتير من القصص، دخلت فيها الغيرة، والظروف، والكبرياء، واتفركش الحلم قبل ما يتحقق.
عدت سنين، كل واحد فيهم مشي في طريق، وكل واحد عمل نفسه ناسي… لكن الحقيقة؟ كانوا فاكرين كل لحظة.
في ليلة شتوية هادية، كانت ليلى سايقة عربيتها، والليل بيحضن الشوارع، فجأة تغنى وردة في الراديو:
“احضنوا الأيام قبل ما تهرب من بين إيدينا…”
قفلت الراديو بسرعة، بس صوتها كان بيغنى جواها. تفتكر اللحظة اللي قالها فيها كريم:
ـ “اللي ما نلحقش نعيشه النهارده، ممكن يبقى وجعنا بكرة.”
ضحكت ساعتها وقالتله: “ما تبقاش درامي يا كريم!”
لكن دلوقتي؟ كانت بتبكي وهي سايقة.
كريم في نفس اللحظة، كان في بيته، سامع نفس الأغنية، وقاعد لوحده. فنجان القهوة برد، والحنين سخن.
قال لنفسه: “لو الزمن رجع بيا، كنت قلتلها امسكي إيدي وما تسيبيهاش… حتى لو الدنيا كلها ضدنا.”
تاني يوم، بالصدفة أو بالقدر، اتقابلوا قدام نفس الكافيه اللي كانوا بيروحوه زمان. لحظة صمت، عيون بتتكلم، وقلبين بيترعشوا من الوجع والاشتياق.
قالت ليلى بخجل: “لسه بتحب الأغنية دي؟”
قال وهو بيبتسم بشجن: “كل يوم…”
سكتوا شوية، بعدين قالت له: “يمكن لسه في أيام تستاهل نعيشها… سوا.”
ابتسم وقال: “المهم نعرف نحضنها قبل ما تهرب تاني.”
الأيام مش بتستنى حد.
والخصام عمره ما كان أغلى من لحظة سعادة.
احضنوا الأيام… يمكن تلاقوا اللي فاتكم، وتلحقوا اللي جاي.