محطات بناء السد العالي كانت متعددة بدأت عقب قيام ثورة 1952 حينما طلب المهندس المصري اليوناني الأصل أدريان دانينوس لقاء مجلس قيادة الثورة وبعد محاولات التقى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وعرض عليه مشروع لبناء سد ضخم عند أسوان لحجز فيضان النيل وتخزين مياهه بشكل دائم وتوليد طاقة كهربائية منه ولاقت الفكرة ترحيبا شديدا وأعقب ذلك التوجيه ببدء الدراسات الفنية في أكتوبر من نفس العام وقامت بها وزارة الأشغال العمومية بمشاركة مجموعة منتقاة من أساتذة الجامعات وخرجت الدراسات بفوائد عظيمة للمشروع
تقدمت شركتان هندسيتان من ألمانيا بتصميم للمشروع وقامت لجنة دولية بمراجعة التصميم وأقرته في ديسمبر 1954 وجرى وضع مواصفات وشروط التنفيذ وطلبت مصر من البنك الدولي تمويل المشروع جاءت شروط البنك تعجيزية الأمر الذي آثار غضب الرئيس عبد الناصر وهو ما رد عليه بتأميم قناة السويس وفي 27 ديسمبر 1958 جرى توقيع اتفاقية بين الاتحاد السوفييتي ومصر لإقراض مصر 400 مليون روبل روسي لتنفيذ المرحلة الأولى من السد وفي مايو 1959 قام الخبراء السوفييت بمراجعة التصميمات
في ديسمبر 1959 جرى توقيع اتفاقية توزيع مياه خزان السد بين مصر والسودان وبدأ العمل في تنفيذ المرحلة الأولى ووضع الرئيس جمال عبد الناصر حجر الأساس لمشروع بناء السد العالي في 9 يناير 1960 وشملت هذه المرحلة حفر قناة التحويل والأنفاق وتبطينها بالخرسانة المسلحة وصب أساسات محطة الكهرباء وبناء السد حتى منسوب 130 مترا
في 27 أغسطس 1960 تم التوقيع على الاتفاقية الثانية مع الاتحاد السوفييتي لإقراض مصر 500 مليون روبل إضافية لتمويل المرحلة الثانية من السد
في منتصف مايو 1964 تم تحويل مياه النهر إلى قناة التحويل والأنفاق وإغلاق مجرى النيل والبدء في تخزين المياه بالبحيرة وفي المرحلة الثانية جرى الاستمرار في بناء جسم السد حتى نهايته وإتمام بناء محطة الكهرباء وتركيب التوربينات وتشغيلها مع إقامة محطات المحولات وخطوط نقل الكهرباء في أكتوبر عام 1967 انطلقت الشرارة الأولى من محطة كهرباء السد العالي وبدأ تخزين المياه بالكامل أمام السد العالي منذ 1968 وفي منتصف يوليو 1970 اكتمل المشروع
في 15 يناير1971 تم الاحتفال بافتتاح السد العالي بحضور الرئيس محمد أنور السادات ليبدأ السد العالي مد مصر بمياه منتظمة وطاقة كهربائية لم تنقطع يوما
من ابرز فوائد المشروع
حماية مصر من كوارث الجفاف والمجاعات نتيجة للفيضانات المتعاقبة شحيحة الإيراد في الفترة من 1979 إلى 1987 حيث تم سحب ما يقرب من 70 مليار متر مكعب من المخزون ببحيرة السد العالي لتعويض العجز السنوي في الإيراد الطبيعي لنهر النيل وحمى السد العالي مصر من أخطار الفيضانات العالية كما أسهم في استصلاح الأراضي وزيادة الرقعة الزراعية وتحويل الري الحوضي إلي ري دائم وزيادة الإنتاج الزراعي والتوسع في زراعة الأرز وتوليد طاقة كهربائية تستخدم في إدارة المصانع وإنارة المدن والقري وضمان التشغيل الكامل المنتظم لمحطة خزان أسوان بتوفير منسوب ثابت علي مدار السنة وزيادة الثروة السمكية عن طريق بحيرة السد العالي وتحسين الملاحة النهرية طوال العام
أما اضرار السد فتتمثل في
حرمان وادي النيل من طمي الفيضان المغذي للتربة وزيادة النحت المائي حول قواعد المنشآت النهرية وتآكل شواطئ الدلتا
كان تدفق الطمي إلى مصبات النهر في دمياط ورشيد بمثابة حائط صد لعمليات النحر والتآكل التي تحدث بسبب المد والجزر ويهدد توقفه بغرق الدلتا وذلك إلى جانب عوامل أخرى تسهم في زيادة هذا الخطر مثل الاحتباس الحراري وذوبان الجليد بالقطبين الشمالي والجنوبي