المدخل الخطأ إلى قضية خطيرة قد يؤدي إلى كارثة .. فالمطالبة بتجديد الخطاب الديني أو تطويره لن يسلم أبدا من صدامات ومعارك شديدة غير محمودة العواقب .. فضلا عن أنه لا يوجد فعلا من يتولى إتمام هذه المهمة شبه المستحيلة .. فمن غير المعقول أن توكل مسألة تجديد الخطاب الديني إلى مجموعة المشايخ وعلماء الأزهر الشريف المتشبعين بفكر عتيق وثوابت راسخة في وجدانهم ثم تطلب منهم إزاحتها واستبدالها بفكر آخر جديد ! .. هذا عسف وغير مقبول .. أيضا ليس منطقيا أن توكل المهمة إلى رجال فكر ومثقفين لديهم ميل غريزي للتطاول على الدين باعتباره عقبة كئود ضد ما يرونه حرية الفكر والإبداع والتحرر من كل القيود .. أما من يقول بتشكيل لجنة موسعة يناط بها إنجاز هذه المهمة من كلا الطرفين فهو كمن يجمع النقيضين في سلة واحدة ثم يطلب منهم أن يصلوا إلى اتفاق ! .. كل ذلك لن يؤدي إلى نتائج حقيقية ملموسة ..
من ذلك أرى أنه لا بد من تغيير هذا المسمى الذي سيؤدي إلى كثير من المشاكل والعقبات إلى مسمى آخر يلقى قبولا من الجميع لا يعترض عليه أحد ويخدم الهدف ذاته .. وليكن مثلا تجديد الخطاب القيمي أو الأخلاقي بدلا من الخطاب الديني .. في يقيني أنه إذا ارتكزنا على هذه القاعدة فسنصل إلى تحديد أهدافنا بدقة وسهولة وكذلك إلى صياغة عدد من الآليات التي يمكن من خلالها توفير المناخ المناسب لعمل المؤسسات المنوط بها تشكيل الوعي وتصحيح المفاهيم وفي مقدمتها المؤسسة الدينية ( المسجد والكنيسة ) .. ثم مؤسسة التعليم .. وكذلك الإعلام .. وقبل ذلك كله يجب أن تكون لجنة القيم التابعة لمجلس الشعب هي رمانة الميزان التي من خلالها يتم ضبط الحركة في هذا الاتجاه ..
عندها سنكتشف أننا كنا بعيدين عن منظومة القيم والأخلاق التي امتاز بها الشعب المصري عبر التاريخ وكانت سببا في وحدتنا وتماسكنا وقوة بنياننا الاجتماعي لا لشيء سوى أننا فقدنا البوصلة وتاه منا الهدف .. الدين والأخلاق صنوان متلازمان .. لذلك فليس من الحكمة التمسك بالمسميات دون المضمون لنفقدهما معا .. يجب أن نبتعد عن مواطن الخلاف ونركز على نقاط الاتفاق وهي كثيرة .. بل أكثر مما نظن ..
….. المقدمات الصحيحة تقود حتما إلى نتائج صحيحة .. مجرد وجهة نظر