بقلم: الإعلامي خالد سالم
في لحظات الشدة، تُكشف معادن الشعوب، وتُظهر الأوطان وجوهها الحقيقية، وتسطع ملامح القيادة الراسخة. واليوم، في زمن تتقاطع فيه التهديدات من كل حدب وصوب، تثبت مصر – كما عهدناها – أنها ليست مجرد وطن، بل قلعة صامدة، يحرسها رجال أوفياء، وقيادة لا تعرف التهاون.
أثق تماماً في الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفي رجاله الأشداء، من أبناء الجيش والشرطة والمخابرات، الذين يقفون على الثغور، وعيونهم لا تنام، لحماية حدود الوطن من الأخطار القابعة، المتربصة، التي لا تخفى على بصيرتهم ولا على دهاء القيادة المصرية.
إن الذكاء في الحسم، والالتزام بالمعايير الأخلاقية والثوابت الوطنية، ليسا مجرد شعارات، بل منهج حياة تتبعه الدولة المصرية بكل حكمة واتزان. فمن يقود سفينة الوطن اليوم، يدرك جيداً أن العالم لا يحترم إلا القوي، ولا يفاوض إلا صاحب الموقف.
زيارة الرئيس الفرنسي إلى خان الخليلي – أكثر بقعة ازدحاماً في قلب مصر – لم تكن مجرد جولة دبلوماسية. بل كانت رسالة، صريحة بليغة، لكل من يراهن على زعزعة أمن هذا البلد: “ها نحن في قلب مصر، حيث النبض الشعبي، حيث الأمن، حيث السلام، لا نخشى، ولا نختبئ.”
هذا التحرك الذكي، وهذا المشهد المدروس بعناية، هو جزء من إدارة أزمة أكبر، تدار بعقول تعرف متى تصمت ومتى تتكلم، متى تظهر القوة ومتى تلوح بها، ومتى تمسك بزمام الأمور دون أن ترتجف يد.
نعم، الله يحمي بلدي برجالها. برجالٍ إذا قالوا فعلوا، وإذا وعدوا أوفوا، وإذا اشتد الخطب وقفوا كالصخور. مصر ليست وحدها، فالله معها، وشعبها الواعي من خلفها، ورئيسها ورجاله في المقدمة.
فيا من تراهنون على سقوطنا، اعلموا أن مصر حين تشتد عليها المحن، تُولد من جديد.
تحيا مصر… ويحيا رجالها.



