كان يا ما كان في قديم الزمان ” مدرّسة “
على قدر كبير من الجمال .. ولإنها مزيونة وجميلة
وموظفة ” تقحش راتب ” تقدم لها الكثير من الخطاب ، اقتصر
السباق اخيراً على شخصين ..
قريب كحيان وبعيد شبعان !!؟ القريب فقير حافي ومنتف
بلا عمل ولا مستقبل واضح !! والشبعان دكتور ، وظيفه مرموقه
وراتب عالي ومستقبل زاهر
وافقت على الدكتور ” وسفهت ” القريب ..
الموافقة جاءت بحجّة رؤية اتتها بالمنام تقول لها لا تفرّطي بالدكتور ، سعادتك كلها ستجديها معه !!
” زجّت ” بهذه الحجة للخلاص من القريب الكحيان والإبقاء
على شعرة معاوية للحفاظ على علاقتها مع عمّتها والاهم من كل ذلك
عدم التفريط وتفويت الفرصة ” بالزواج ” من الدكتور !!
تزوجت الدكتور .. توالت السنين وبعدها بان على حقيقته
بعد ان استغل راتبها وأجبرها بالإكراه على تحمّل مصاريف البيت ودراسة الاولاد وجميع ما يلزمهم ( وانفرطت السبحة ) اما هو فراتبه له ولوالديه لإنه ابن بار لا يرفض طلباً للوالدين !!
مؤخراً تقاعد وبدأ يضايقها اكثر وأكثر بشراء منزل يضفّهم وينهي معاناة الأيجار والغلاء المتزايد !!
وصل الى ذروة القبح عندما اتخذ سياسة التجويع
” تجويع المشاعر ” وقام بابتزازها ومنعها من زيارة اهلها وحرمانها رؤيتهم والأُنس بهم للضغط عليها اكثر وأكثر لشراء منزل !؟
نعود للقريب الكحيان ( الرجل تجاوز الأزمة ، لملم الجراح ووقف على قدميه وتوظف ، تزوّج .. وتمكن مؤخراً من شراء منزل !!؟
بعد سنوات طويلة واتضاح الرؤية ، حالها
الآن .. ندمت ندماً كبيراً عندما فضّلت البعيد الشبعان
على القريب الكحيان الذي كان في يوم ما خياراً متاحاً ينتظر فقط
إشارة وموافقة من أصغر أصابعها !؟
بقي ان اقول ان البعيد الشبعان بعيداً جداً عن منزل اهلها
يسكن في تبوك والقريب الكحيان ساكن في نفس مدينة اهلها ” خميس مشيط ” وهو من اكثر الاقارب خُلقاً وأدباً ومكانة عند والدها وسائر اهلها ومن اكثرهم رحماً وزيارة لهم
( مما جعلها دائماً تسرح في خيالها وتتساءل في نفسها ماذا سيكون حالها لو وافقتك على الزواج من ابن عمّتها !؟
وكيف سيكون الخميس ونيس جداً معه في خميس مشيط !!؟
ولكن ..
عندما تفيق لحالها وتشاهد واقعها وحظها المنيّل اللي رماها في احضان الدكتور بعيداً جداً عن اهلها في تبوك !؟
تندب حظها وتقول في قرارة نفسها وهي تنظر الى زوجها وصلعته اللامعة : لا بوك لا ابو حظي الزفت اللي زحلقني على هالصلعة القذرة وشاتني بعيد عن اهلي وقرايبي وقطني معك في تبوك !!
( شاءت ام أبت ) القريب بالرغم من انه بات بعيد
بعد ان تزوّجت بالبعيد ( لا يزال ساكناً في القلب برغم بعد المسافة واستحالة إعادة الأوضاع لما كانت عليه قبل حادثة الرؤية المشؤمة !!؟
العبرة مما حدث : علينا ان لا نُفرط بالتفاؤل بنظرتنا
لشخص ما وكذلك بالتشاؤم من شخص ما ( فالأحوال الجوية
ليست بالمستقرة دائماً .. ودوام الحال من المحال !!؟
اتمنى ان تكون ” الرؤيه ” الآن قد اتضحت !!