بقلم الإعلامي خالد سالم
حين يعلو في سماء القاهرة هدير طائرة مقاتلة نفاثة، يظنه البعض مجرد صوتٍ عابر، لكنه بالنسبة لي يحمل رمزية عميقة. إنه صوت الأمان الذي يُحلق فوق رؤوسنا، صوت الجيش الذي لا يغيب عن سماء الوطن.
ففي كل مرة أسمع فيها هذا الصوت من شرفة منزلي، ينتابني شعور لا يوصف بالفخر والطمأنينة. وأتذكر على الفور كلمات الزعيم الراحل محمد أنور السادات، في لقائه مع الإعلامية الكبيرة همت مصطفى، حين قال بكل اعتزاز: “دول ولادي بيتدربوا يا همت يا بنتي”. جملة تختصر عقيدة جيش لا يعرف إلا الشرف والانتماء، وتُجسد مشهدًا من أعظم فصول التاريخ المصري الحديث.
لكن هذا الشعور لا يكتمل دون أن يلامسه حزن دفين. فصوت الطائرة نفسه الذي يُشعرني بالأمن، يبعث في قلبي وجعًا عندما أتخيل وقعَه على أخي الفلسطيني، الذي يعيشه يوميًا كجرس إنذار للدمار، لا كرمزٍ للحماية. كم هو مؤلم أن يكون نفس الصوت، بيننا وبينهم، يحمل معنيين متناقضين.
إنني، من هنا، أدعو الله أن ينصر الشعب الفلسطيني، وأن يبدّل خوفهم أمنًا، ودموعهم فرحًا. فكما وهبنا الله جيشًا يحمي، أتمنى أن يمنحهم من رحمته ما يرد عنهم القهر والطغيان.
وفي الختام، لا يسعني إلا أن أُجدد شكري وامتناني لقواتنا المسلحة المصرية، ولرئيس بلدي، ولأبطال الجيش الذين لا يدخرون جهدًا في سبيل حماية هذا الوطن الغالي. إنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فكانوا الدرع والسند، وكانوا سبب هذا الأمان الذي ننعم به.
حفظ الله جيشنا… وحفظ الله مصر.