مش عارفة أسكت ومحتاجة حقيقي أتكلم عن قضية آية عادل
بعد ما قريت جزء منشور من مذكراتها تعليقات الناس صدمتني بمافيها تعليقات الستات والبنات اللي كلها بتدور حوالين: “مش متعاطفة معاها.. وايه اللي سكتها على كل دة؟ ليه ما طلبتش الطلاق؟ وغيرها تعليقات قاسية وغريبة كتير أوي
الحقيقة إن التعليقات اللي زي دي بتفكرني أوي بجملة “إيه اللي وداها هناك”لما تتقال على أي ست أو بنت تعرضت للتحرش أو الاغتصاب
اللي عاوزة أقوله هنا ودة كلام حقيقي من قلبي
فيه مثل شعبي بيقول “اللي على البر عوام”
وأسباب صبر واستمرار آية مع شخص زي دة معلوم بدون شرح ، أقلها:
- الأمل البائس في تغيير الشخص للأفضل، وعقلية”المنقذ” اللي بتتربى في البنت من صغرها وتحسسها بإنها مسؤولة عن اصلاح كل شيء مكسور
- الخوف من انها تقف لوحدها بطفل مريض أدام مجتمع أكثر مرضا
- الحيل النفسية اللي بتتمارس عليها وبتحسسها بدون وعي انها الجانية مش الضحية
- الغربة ومشاعر الخوف المرضي اللي بتكون جوة الست اللي عارفة كويس ان مالهاش ضهر ولا ليها حد، وأنا عشت تجربة الغربة وعارفة كويس اللي بقوله ومريت بيه، بتحسي فجأة بقلة الحيلة والضعف والهشاشة، وانك ممكن تنتهي تماما ولا حد هياخد باله ولا حد أصلا هيهتم ويمكن ماحدش يعرف انك اتأذيتي أو إنك انتهيتي
- المجتمع اللي مش هيتعاطف معاها وهي مطلقة، واللي عنده إصرار غريب على عقاب الست المطلقة وتحميلها مسؤولية أي انهيار، لاحظ إن المجتمع دة أصلا ما تعاطفش معاها بعد ما ماتت ضحية للعنف، ومنهم اللي بيقول صراحة ايه اللي سكتها وإيه اللي أجبرها
الأسباب اللي تخليها تسكت كتير أوي، أنا ممكن أكتب عشرين سبب تاني غير اللي فوق
وعلى فكرة كل الحاجات اللي كتبتها آية كانت مظاهر عنف نفسي مش جسدي، ستات كتير بتتعرضله ومنهم أصلا اللي مش بتكون مدركة إنها ضحية، وعايشة حالة انكار، بتخرج في النهاية في صورة أمراض جسدية وسمنة وقلق وعصبية ودايره مالهاش نهاية من المعاناة، دكاترة أمراض النسا يعرفوها كويس ويعرفوا ان معظم الأعراض الجسدية اللي بتعاني منها كتير من الستات سببها نفسي بحت
وعلى فكرة هنا مافيش فرق ما بين ست غنية وست على أدها ست متعلمة وست ما نالتش حظها من التعليم
المجتمع لسة مش رحيم بالست ولسة ادامنا كتير على ما نقدر نكون صورة وادراك سوي لطبيعة الست وتركيبتها النفسية
وفي النهاية ياريت الاب والأم اللي عندهم ابن ولد يحاولوا يربوه كويس، واللي مش عارف يربي ما يخلفش من الأساس ويرحم نفسه ويرحم المجتمع من دايرة الأذى اللي مالهاش نهاية دي